التحول الرقمي، الدكتور محمد العبادي
التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة وموضوع هام من المواضيع المشتركة بين الحكومات والجامعات والشركات التجارية في دول العالم،
إن التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة وموضوع هام من المواضيع المشتركة بين الحكومات والجامعات والشركات التجارية في دول العالم، وهذا نتيجة ثورة المعلومات والاتصالات التي أحدثت تغييراًفي المفاهيم والمصطلحات القانونية من جهة، كما أنه أدى إلى تغيير طريقة تقديم الخدمة بشكل جذري سواء للمواطنين والعملاء، فظهرت ما يعرف بالحكومات الالكترونية،
الشركات الرقمية،
التجارة الالكترونية،
المدن الذكية، التنقل الذكي،
السياحة الذكية،
التعلم الذكي وما إلى ذلك ، وفي هذا المجال اتخذت مملكة اطلانتس الجديدة أرض الحكمة خطوات جيدة لابأس بها نحو عالم المعرفة في مجموعاتها الوزارية والقطاعات التي تهدف من ورائها إلى تطوير أداء الخدمات الحكومية.
و إلى تأسيس اقتصاد رقمي يمكّن من خلاله الأفراد والقطاعات والشركات من رفع الإنتاجية وخلق مكانة محفزة ومغرية لاستقطاب الاستثمارات والشركات الدولية.
وأيضاً لا يمكننا أن نتجاهل أن التحول الرقمي يقابله عقبات عديدة ، لذا يجب مواجهتها وتخطيها ، وذلك من خلال تطوير المنظومة القانونية لتواكب الثورة التكنولوجية والتطوير التقني في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة ومن جهة أخرى الأمن الالكتروني الذي نعتبره من أبرز التحديات .
إن استخدام الأنظمة التکنولوجية الحديثة والمتمثلة في تقنيات التحول الرقمي أصبح عامل أساسي للحکومات ولمنظمات الأعمال، لتأثيره المباشر في تطوير الأداء وتحسين جودة العمليات، بالإضافة إلى توفيره للموارد من وقت وجهد ومال فهو محرك أساسي للنمو في اقتصاديات البلدان التي انتهجت التحول الرقمي، وبالرغم من عديد المزايا التي يحققها استخدام تقنيات التحول الرقمي إلا أن هناك مخاطر جمة قد تعيق تحقيق الأهداف المتمثلة في البقاء والنمو والتطور في بيئة الأعمال، بما يستوجب معه ضرورة الاهتمام بهذه المخاطر والعمل علي إدارتها بهدف منع الخسارة الناجمة عن تحققها والتحکم فيها حال حدوثها وتحديد طرق وسياسات تمويل هذه الخسارة،
إن التحول الرقمي من شأنه أن يساعد النظام التعليمي على تطبيق عملية تحقيق اندماج التکنولوجيا الرقمية مع عمليات التعليم والتعلم التي تتم ممارستها في الوقت الحاضر، وذلك بناءاً على أسس علمية موثوقة. تم تبني مفهوم التعلم الرقمي منذ العقدين الماضيين تحت أشکال ومسميات مختلفة منها التعلم القائم على الإنترنت، التعلم الالکتروني، التعلم المدمج، التعلم الهجين، وغيرها من المصطلحات التي قد ترمز إلى ذات الشيء أو قد تستخدم ذات الوسائط الرقمية الضرورية لإحداث هذا النوع من التعلم. وعلى الرغم من جدية کل تلک المحاولات والمبادرات إلى أنها عادةً ما تصطدم بمجموعة من العقبات والصعوبات التي تعيق حرکة تقدم المجتمعات التربوية في أنحاء کثيرة من هذا العالم وتقف کحجر عثرة في عملية إحداث عملية دمج صحيحة ومستدامة للتکنولوجيا الرقمية ضمن أنظمتها التعليمية. ومع ظهور الأزمة الصحية العالمية التي طرأت بسبب تفشي فيروس کورونا المستجد، تم اکتشاف الحاجة الملحة لتدخل رقمي عاجل لإنقاذ الموقف التعليمي والبحث عن بدائل تعليمية فاعلة من شأنها ضمان استمرارية التعليم وبجودة تطبيق عالية.
لذا جاء هذا المقال العلمي استجابةً للوضع الراهن کمحاولة للمساهمة بشکل علمي لرسم الطريق أمام مؤسسات التعليم والمعرفة للانتقال إلى التکنولوجيا الرقمية على اساس بناء نموذج مقترح مبني على النظريات المتجذرة في عمليتي التعليم والتعلم ومنها، نظرية الِحمل المعرفي، ونظرية التعلم البنائي ونظرية الترابط أو التواصل الشبکي.
الدكتور محمد العبادي