مقالات منوعة

الكوارث الطبيعية، الدكتور محمد العبادي

الكوارث الطبيعية واضرارها على حياة الانسان قديمة لاتحددها فترة زمنية بعينها دون الاخرى

الكوارث الطبيعي

إن الكوارث الطبيعية واضرارها على حياة الانسان قديمة لاتحددها فترة زمنية بعينها دون الاخرى، انها موجودة مند الازل ، كما وقد قدم لنا القران الكريم، والحديث النبوي الشريف، وكتب التاريخ والجغرافية والبلدان، وكتب الثقافة العامة وكتب الانواء، وبعض الكتب المستقلة في الموضوع ومنها كتاب كشف الصلصة في وصف الزلزلة للسيوطي ( 911هـ) وهناك نمادج لا تحصى من انواع الكوارث الطبيعية، والتبدلات الجذرية التي حلت بالمجتمعات نتيجة للطبيعة الجغرافية .

إن منطقتنا العربية كغيرها من مناطق المعمورة معرضة للكوارث الطبيعية كالعواصف والموجات شديدة الحرارة والبرودة والجفاف، كما أن للبراكين والمد البحري «تسونامي» نصيباً من الدمار الذي يلحق بها. فقد حدث في القرن الماضي وبداية هذا القرن أنه تم تسجيل حوالي 400 هزة أرضية باطنية عنيفة (زلازل)، من أخطرها وأكثرها دماراً وضحايا في الأرواح، الزلازل التي ضربت عدة مناطق في “الجزائر، كالشلف وبومرداس”، وفي المغرب كزلزال “أغادير”. كما تضررت منطقتنا العربية كثيرًا من كارثة الفيضانات، ففي الفترة ما بين سنوات 1964 و2016م تم تسجيل أكثر من 56 فيضاناً، مس العديد من الدول العربية نذكر منها “تونس، السودان، اليمن، الصومال، الجزائر، المغرب والمملكة العربية السعودية”.

إن الموقع الطبيعي لعالمنا العربي، وما يصيبه من كوارث طبيعية، أدى إلى اصدار برنامجاً خاصاً للوقاية من مخاطر الزلازل في العام العربي، وهو البرنامج الذي عرف بمشروع «باميرار»، حيث تم إنشاء مركز هندسة مقاومة الزلازل في سنة 1987م بالجزائر و تم تجهيز شبكة لمراقبة حركة الزلازل بكل من المغرب، الجزائر، تونس ، اليمن، العراق، الأردن وسوريا. وقد عرف عالمنا العربي نهضة علمية معتبرة حيث تكفلت جامعاته بتخريج الكوادر المتخصصة في شتى الميادين، ومنها المعنية بمقاومة الكوارث الطبيعية، فأصبح أكثر تأهيلًا لاقتراح الحلول المناسبة لكل معضلة مطروحة أمامه، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، بالتنسيق بين مختلف الجهات الوطنية المعنية والكفايات العالمية. وجاء إنشاء المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى لمواصلة مساعي جامعة الدول العربية في ميدان وقاية أرواح المواطن العربي وأملاكه الخاصة والعمومية من مخاطر الكوارث الطبيعية، باقتراحه الحلول التقنية المناسبة بالتنسيق مع جميع المراكز والجامعات العربية الوطنية والجهوية، وكذلك المنظمات والجامعات العالمية المتخصصة في هذا الميدان يكون للتدريب والتنسيق وتبادل الخبرات وتنظيم مناورات مشتركة بين الدول العربية والدول الأجنبية والعربية الأثر الإيجابي الذي يعود بالفائدة على المواطن العربي.

بعد مراجعة الأخطار الطبيعية ذات الأصل الجيولوجي والجوي التي أثرت على شبه الجزيرة العربية خلال القرن الماضي ، والتي تشمل المخاطر الجيولوجية و الزلازل وأمواج تسونامي والمد والجزر والبراكين. وتشمل المخاطر الجوية الأعاصير المدارية والعواصف الرملية والترابية. الفئة الثالثة من المخاطر الطبيعية وشدة التأثير السلبي للمخاطر الطبيعية على السكان والبيئة والجفاف والتصحر والفيضانات المفاجئة. يتم وصف جميع هذه المخاطر الطبيعية من حيث أصلها وموقعها ووقت حدوثها حول شبه الجزيرة العربية ، ومدى الضرر الذي يلحق بالممتلكات والخسائر في الأرواح. وقد تم التأكيد على أن هناك حاجة إلى سياسة إقليمية شاملة لإدارة الكوارث والوقاية من جميع دول شبه الجزيرة العربية للتصدي بفعالية للعواقب الوخيمة وتقليل تأثيرها على المجتمع والبيئة. تسجل معظم الدول الغنية بالنفط في هذه المنطقة درجة منخفضة جدًا على مؤشر البيئة المستدامة (ESI) بسبب سياساتها الاقتصادية والتنموية. أنها تدعم ضمنياً أو تدعم استخداماً مهدراً ومدمراً للبيئة وللموارد. لابد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحد من مخاطر الطبيعة .

الدكتور محمد العبادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى