تعتبر البطالة أحد أكبر التحديات التي تواجه العديد من البلدان في العالم. إن البطالة ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي أيضآ مشكلة اجتماعية ونفسية تؤثر على الأفراد والمجتمعات بشكل كبير. لذلك، يعتبر العمل من أجل القضاء على البطالة أمراً ضرورياً ومهماً لتحقيق التنمية المستدامة.
إن توفير فرص العمل المناسبة والمستقرة يسهم في تعزيز اقتصاد الدولة ورفع مستوى المعيشة للمواطنين ، إذ يؤدي وجود وظائف مستقرة إلى زيادة الإنتاجية والناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي يسهم في تحسين حياة الناس وتقليل نسبة الفقر والتفاوت الاقتصادي.
من الضروري أن تعمل الحكومات بالتعاون مع القطاع الخاص على توفير بيئة عمل مناسبة وداعمة لخلق فرص عمل جديدة. يجب تشجيع ريادة الأعمال وتوفير التدريب والتأهيل المهني للشباب والبحث عن سبل لتعزيز قدراتهم وزيادة فرص توظيفهم.
إلى جانب ذلك، يجب أن يكون هناك توجه نحو تطوير قطاعات جديدة تسهم في خلق فرص عمل، مثل التكنولوجيا والابتكار والسياحة والزراعة. كما يجب دعم الصناعات المحلية وتشجيع الاستثمارات الخارجية التي تسهم في خلق فرص عمل جديدة.
كما يجب على المجتمعات والحكومات والشركات العمل بشكل مشترك من أجل خلق بيئة عمل مناسبة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على البطالة. إن العمل المستمر والجهود المشتركة هي المفتاح لبناء مستقبل أفضل للجميع.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن نولي اهتماماً خاصاً لتعزيز المساواة في فرص العمل وتقليل التمييز في سوق العمل. يجب أن تكون الفرص متاحة للجميع بغض النظر عن جنسهم، عرقهم، دينهم، أو أي خلفية أخرى. يجب أن يكون هناك تشجيع على توظيف الشباب، النساء، والأقليات وتوفير فرص متساوية للتطور المهني والوصول إلى وظائف جيدة.
و يجب أن ندرك أن القضاء على البطالة يتطلب جهوداً مستمرة ومتواصلة لكي نكون مستعدين لتكييف سوق العمل مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية وتطورات العولمة. كما يجب أن ندرك أن الاستثمار في التعليم والتدريب المهني يلعب دوراً حاسماً في تحقيق هذا الهدف.
بشكل عام، يجب على الجميع أن يضعوا القضاء على البطالة كأحد أولوياتهم وأن يعملوا بشكل مشترك من أجل تحقيق هذا الهدف الحيوي والضروري لرفاهية المجتمعات والأفراد. وهذا ما يؤرقني وهذا ما اسعى عليه .
الدكتور محمد العبادي
كل التوفيق والنجاح والتقدم