كان قلبٌ كالقمر، كاملاً مثل البدر يجري وينشَط في كل مكان، يُضيء ظلام كل الحُفر ، أصابه ما أصابه صار هلالاً لم يعد أبداً مُستقر، قست عليهِ الأيام أكل نِصفه الظلام ،تاه شريداً بين الزحام خُدع المسكين من بعض اللئام … به ألمٌ به جُرحٌ لم يعد يتذوق فرح، صار كل شيء عاديا ً لم يعد يُصدق معظم الكلام… أين لمعة العين لماذا اختفت ؟ وأين نور وَجهِه لماذا خَفَت؟وأين القلوب لماذا قَسَت ؟ أين الشعور بالأمان ؟ أين إحساسه بالمكان ؟ ويسأل نفسه مراراً … أهو مناسبٌ لهذا الزمان ؟ كان صديقاً لليالي الفرح كلما رأى شيئاً بسيطاً انشرح وعندما يرى نفس الشيء الآن ،تَجِدَهُ سَرَح …يتمنى لو مُحي كل شيء من ذاكرته و بذلك سوف يَستَرِح .أصبحت نبضات قلبه كسولة بعدما كانت دائماً عَجُوله ،فُقِد بعضُها في الطريق وما تبقى منها لا يطيق ، لا يريد أن يَدُق مثل الماضي، يقول أنه اكتفى ، كل ما يشعر بهِ اختفى ،كان يشعر بالأمان كان يشعر بالدفى ،أَحَبَ مُعظم البَشر ظن أن الخير دائماً مُنتشِر كان خيّراً كالمطر ينزِل في أرضٍ قاحلةٍ يجعلها تُثمر وكل من رآه يقول من هُنا قد مَر، دُفن المسكين داخل صَدر ،صار ضعيفاً لا يستقر ولا يجد لنفسِهِ مفر ،يريد أن يتوقف ، لا يرى للحياة طعم كل مافيها وما يتذوقه مُر ،لايرى في أيامه سلام ،فَقَد القدرة على الكلام يعيش فقط من أجل غَيرهِ فَهُم يعتمدون عليهِ ليُخرِجَهم من الظلام ،يفعلها أحياناً ولا يستطيع أن يفعل ذلك مع نفسهِ تَعِبَت نَفسَهُ من قلة الكلام تاهت أحلامها بين الزحام تُريد أن تفِيق من المنام تريد أن يرجع قلبه مثلما كان غُلام ولكن قلبه مازال حبيساً بين الرُكام .
محمد الشريف،، الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار
ربنا يجعل طريقك كله نور