النوايا،، أ. محمد الشريف
النية كلمة تحتار في تفسيرها ، أهي شيء تعرفه معرفة اليقين ؟ أم هي شيء يمكن رصده بالعين ؟
النية كلمة تحتار في تفسيرها ، أهي شيء تعرفه معرفة اليقين ؟ أم هي شيء يمكن رصده بالعين ؟ وهل لو عرفنا نوايا الآخرين وما يخفونه ،لارتحنا؟ كلنا نعرف أن الله اختص معرفة النوايا لنفسه ، فلا يعرف ما في النفوس الا الله سواء كانت النوايا طيبة أم خبيثة . والحقيقة أن النوايا الطيبة موجودة والنوايا الخبيثة أيضاً موجودة ولكن من المُلاحظ أن نسبة الأخيرة في ازدياد ولكن … لابد ألا نفترض سوء النوايا إلى أن تتحول إلى أفعال ولتترك النوايا السيئة لصاحب النوايا ولكن الجريمة حقاً أن تحكم على شخص ما بنية سيئة فقط لأنك تمتلك نية من هذا النوع ولا تكتفي بذلك بل تنشر هذا الفكر المستنير بين الناس لتُظهر كم أنت خبير في معرفة نوايا الناس . وإن كنت من أصحاب النوايا الطيبة ،عليك فقط أن توجه نية كل ما تفعل لله لأن الله هو الوحيد الذي سيفهمها تماماً دون شرح أو تبرير منك لأنه عز وجل من خلقها وأعلم بها،أما لو وجهتها لبشر فأنت تُعَرِضُها لسوء الفهم أحياناً أو للتشويه في أحيان أخرى ، فالنية من المصطلحات التى لابد أن تقف عندها وتتأمل ، ولقد تأملت كلمة أخرى واحترت بها وكيف تعجز اللغات الأخرى غير العربية علي ترجمتها ترجمة دقيقة وهي كلمة ” خائنة الأعين ” ، أجد هذه الكلمة في مُنتهي الدقة والعمق فالعين الخائنة هي التي تنظر إلى ما حرم الله خِلسة دون أن يُلاحظ أحد أنها سرقت هذه النظرة والعجيب في هذا الوصف أنها يُمكن أن تصدُر من أتقى الأتقياء وليس فقط ممن تتجه أعينهم يميناً ويساراً ، ولذلك خصهما الله في قول واحد ” يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ” أي يعلم هذا النوع من النظرات التي لا يلاحظها أحد ويعلم ما تخفي الصدور من نوايا وما تحويه من خبايا ، ومع صعوبة النوايا وما تحمله، نجدالشخص صاحب النوايا الحسنة يمتلك علامات أحياناً وكأن قلبه امتلأ منها تماماً وفاض ذلك علي وجهه ويُشع نوراً قلبياً وفي حدائق أعينه وروداً تتفتح يرويها بنوايا للجميع تتضح ،فتنظر إليه يسرك وتتحدث اليه يسرك وتعامله معاملات يسرك ولا يُفكر أبداً أن يضرك ولكن نعترف أن من يمتلكون هذا النوع نادرون ولكنهم موجودون حتى لو مالت قلوبهم الى شيء ما،سُرعان ما يرجعون ،فاللهم اجعل نوايانا طيبة إلى أن نلقاك لأن لكل شيء قمة والقمة أن نلقى الله بنوايا طيبة وقلب سليم ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ”
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، أ. محمد الشريف