مقالات منوعة

هل تفضل المرأة العربية واقعها.ام خيالها

المرأة العربية

هل تفضل المرأة العربية واقعها.ام خيالها ،،،،،،،،،
لقد عانت المرأة العربية قروناً وهي محرومة من جانب مهم من جوانب حياتها وهو الجانب الحسي والعاطفي ، وكانت النتيجة دائماً هو أن تفرغ المرأة حاجاتها الحسية في حبها لأبنائها المُغالى به أو بتمسكها بجانب الكماليات الشكلية والتي قد تعوض بعضاً من هذا الحرمان ، وهنا يأتي التطرف فحيث الحرمان يأتي التطرف ، وقد تركز المرأة العربية وقتها ومشاعرها في بيتها أو في جوانب أخرى قد تخفف من التوتر العاطفي مثل التطريز والخياطة وهي تكتسب هذا من الجيل السابق من الأمهات اللواتي ألغين مشاعرهن من قبلها ، لذا فهي تسير على نفس المنوال ، فلا تقترب من الخطوط الحمراء ، ونجد أن الأغلبية من النساء لا تسمح لنفسها أن تختار من تحب هي بل من يختاره أهلها وذلك لأسباب قيمية ومادية ، لذا لا تسمح المرأة العربية للجانب العاطفي على أرض الواقع أن يتغلب عليها ، ولا يسلم من هذا الخوف الشاب العربي أيضاً ، فالتي يختارها قد يوضع عليها علامات متسائلة أو مستهجنة لأنها سمحت لأحد ما أن يقدم لها مشاعره ، ولذا يعاني الشاب العربي من هذا الطوق على المشاعر ولكن بشكل أقل لكون الذكر العربي معفي من المساءلة لكنها تنسحب على الفتاة التي يقترب منها .
إن الذي تفعله المرأة العربية لتفريغ الشحنات الطبيعية العاطفية هو أن تغلق جانب الواقع وتفتح جانب الخيال بمشاهدة الأفلام العاطفية وقراءة القصص الرومانسية وخاصة التي توضح مواقف عاطفية أو جنسية ، وهنا تكون المرأة العربية فاعل سلبي متفرج وتجري عملية إسقاط ما بين بطلة الفلم أو القصة والقارئة أو المتفرجة منعاً لغضب القيم والأعراف ، لذا تكثر في الأسواق القصص الرومانسية والإباحية والتي تفلت من الرقابة بشكل أو بآخر ، والمشكلة في هذه القصص والأفلام أنها لا تعالج مشاكل المرأة وتقوم بتوظيف العاطفة. والغريزة للوصول إلى الكتاب الأكثر رواجا ، وتجعل هدف البحت هو عرض العواطف والغرائز وهي ليست وسيلة للتعبير عن ظلم إجتماعي أو قيمة إجتماعية بالية ومعالجتها لكنها عادة تكون الأكثر بيعاً ويكون غلافها على الأكثر مثيراً للعواطف والغرائز . أما البحوث العلمية الإجتماعية والتي تشرح واقع المرأة وتفسر حرمانها بوقائع وأرقام وظواهر هي أغرب من الخيال ، فلا تجد الكثير من الراغبات من النساء لقراءتها إلا الأقلية من المثقفات والمختصات بمجال الظواهر الإجتماعية ومشاكل المرأة . وتعاني المرأة العربية من الملل السريع في قراءة مثل هذه المؤلفات لأنها تجعلها تعيش واقعها مرتين وهي تحاول دائماً الهروب من هذا الواقع ، وعلى هذا الأساس تبقى المرأة العربية مطمئنة في حيز الخيال حيث يوفر لها هذا الخيال العاطفي وهو ما حُرمت منه منذ بداية حياتها،، الاسترخاء. النفسي،، ولقد تعودت المرأة العربية. على أن ترتدي الحداد على عواطفها لكي تبقى بوضع إجتماعي محترم ، ولكي لا يوضع عليها علامة ( X ) ولن تجد في هذه الحالة من يشاركها حياتها وهي قد تختار مرغمة. ما بين أن تلغي مشاعرها أو تمشي مطأطأة الرأس لبقية حياتها .
إن القصص الإنسانية العالمية والعربية قد طرحت موضوع العواطف لكنها قد وظفتها للوصول إلى طرح إنساني نبيل وكشف ثقافي وإجتماعي ، والأمثلة على ذلك كثيرة للقاريء العر بي ، وهناك الأمثلة هي من يبقى في الغربال ومن يخلده التأريخ على مدى الزمن
ولقد خلدو التأريخ والصحافة العربية كاتبات وباحثات وقد أعطو الواجهة الصحيحة والحلول الصحيحة لمشاكل المجتمع العربي ،ووظفو الخيال العاطفي لشرح قصور المجتمع العربي وتناقضاته ، ولكن وللأسف يبقى الأدب المستهلك هو الأكثر رواجاً ويبقى أيضاً الأدب الإنساني الراقي هو الأكثر عمقاً في ذاكرة التأريخ . ولا يعد هذا هو خطأ القاريء العربي لوحده بل هو من أخطاء المجتع بأكمله لأنه يسد منافذ الواقع وممارسة الحقوق المشروعة ويفتح على مصراعية باب الخيال وخصوصاً الخيال المريض ، ويأخذ الخيال العاطفي مساحة أكبر من حقيقته ، وقد يتمتع محترفو فن الكلمة بمزايا حرفية جيدة ومزايا قيمية هابطة ، وهم من يجعلوا صورة المجتمع العربي أمام القاريء الغربي تعكس ألواناً مشوهة وتبعث ريحاً عفنة ، لكن الأهم من هذا هو أن المرأة العربية قد أصبحت مدمنة على هذا النوع من الأدب وتلاحقه في الصحافة الورقية وعلى صفحات النت وهو من تخبئه تحت وسادتها لأنه يجعلها تخرج من أرض الواقع المريض إلى الخيال المريض . ان وضع المرأة العربية للقيم بمكانها الصحيح. هو الأهم فقيمة الشرف هي قيمة معقدة واستثناءية حيث تتشكل مابين صورة النقاء الداخلي الجوهري ومابين المظاهر الشكلية للشرف. والأهم هو الاختيار ولا يمكن تحديده بقصر الثوب او طوله ولا بقصر العواطف الانسانية او اختصارها
د. سندس القيسي
المنسق العام لتنسيقية المجتمع المدني

مملكة اطلانتيس الجديدة
ارض الحكمة
تنسيقية المجتمع المدني

المنسق العام لتنسيقية المجتمع المدني د. سندس القيسي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى