الديمقراطية والعدالة الإجتماعية، الجزء الثاني
4- أنواع الديمقراطية عبر تطور العصور 5- الديمقراطية في الأسلام
الديمقراطية والعدالة الإجتماعية
الجزء الثاني
4- أنواع الديمقراطية عبر تطور العصور
5- الديمقراطية في الأسلام
——————————————————-
مقدمة:
تكلمنا في المقالة السابقة عن تعريف الديمقراطية لغوياً ومفهوم الديمقراطية
والديمقراطية تاريخياً وذكرنا أن تطور مستمر لأفكار الديمقراطية وممارستها على مر العصور وذكرنا منذ القرن العشرين انتشرت الديمقراطية في العديد من دول العالم وأصبحت المبادئ الديمقراطية جزءً أساسياً من النظام السياسي العالمي
……………………………………………
وفي مقالنا هذا سنتابع في:
4- أنواع الديمقراطية عبر تطور العصور
عبر تطور العصور، ظهرت عدة أشكال وأنماط من الديمقراطية. نعرض بعض الأنماط الرئيسية للديمقراطية التي ظهرت على مر العصور:
* الديمقراطية العتيقة:
في العصور القديمة، ظهرت بعض الأشكال المبكرة للديمقراطية في المدينات القديمة مثل اليونان القديمة وروما القديمة. في هذه الأنظمة، شارك المواطنون المؤهلون في صنع القرارات السياسية من خلال التصويت المباشر أو من خلال مؤسسات تمثيلية.
* الديمقراطية الليبرالية:
في العصور الحديثة، ظهرت الديمقراطية الليبرالية التي تركز على حماية حقوق الفرد والحريات الأساسية. وتتميز هذه الأنظمة بالتعددية السياسية والتوزيع العادل للسلطة وحكم القانون.
* الديمقراطية الاجتماعية:
ظهرت الديمقراطية الاجتماعية كاستجابة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية في القرن العشرين. تركز هذه الأنظمة على توفير المساواة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية من خلال توزيع الثروة وتوفير الخدمات العامة.
* الديمقراطية الشعبية:
تشتمل الديمقراطية الشعبية على نظام سياسي يعزز مشاركة الشعب بشكل مباشر في صنع القرارات السياسية.
و يتم تحقيق ذلك من خلال الاستفتاءات الشعبية والمشاركة المباشرة في صياغة السياسات واتخاذ القرارات.
* الديمقراطية الاجتماعية الدينية:
ترتبط هذه الأشكال من الديمقراطية بالنظريات السياسية التي تجمع بين القيم الديمقراطية والمفاهيم الدينية.
وتحاول هذه الأنظمة تطبيق المبادئ الديمقراطية وفقًا للمعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية.
* الديمقراطية التشاركية:
تركز الديمقراطية التشاركية على مشاركة المواطنين في صنع القرارات السياسية من خلال الحوار والمشاركة المستمرة. ويتم تشجيع المشاركة المجتمعية والاستشارات العامة للوصول إلى قرارات تعكس آراء واحتياجات الجميع.
* الديمقراطية الممثلة:
في هذا النمط، يتم انتخاب ممثلين من قبل الشعب للتصويت واتخاذ القرارات بالنيابة عنهم. يستند هذا النمط إلى الفكرة التي تفيد بأن المواطنين يمكنهم اختيار من يمثلونهم ويصوتون بناءً على ذلك.
* الديمقراطية الديناميكية:
تعتمد الديمقراطية الديناميكية على المشاركة السياسية المستمرة والتغيير المستمر في القرارات السياسية. تعتبر هذه الأنظمة مرنة وقادرة على التكيف مع التحديات والتغيرات السياسية والاجتماعية.
* الديمقراطية الرقمية:
تستخدم الديمقراطية الرقمية التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة لتعزيز المشاركة الشعبية وتمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرارات السياسية عبر الإنترنت. تشمل ذلك الاستفتاءات الشعبية عبر الإنترنت والمناقشات العامة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
* الديمقراطية العالمية:
تعتمد الديمقراطية العالمية على تعاون الدول والمؤسسات الدولية لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية على المستوى العالمي. تهدف هذه الأنظمة إلى تعزيز المشاركة الدولية والتفاعل بين الدول في صنع القرارات العالمية.
هذه بعض الأنماط الرئيسية للديمقراطية التي تطورت عبر التاريخ. وتعتمد تفاصيل كل نظام ديمقراطي على الثقافة والتاريخ والقوانين والمؤسسات في البلد المعني. وقد تختلف تفاصيل الديمقراطية في كل بلد وثقافة ونظام سياسي.
5- الديمقراطية في الإسلام
الديمقراطية في الإسلام تمتلك جوانب مهمة وقد تم تعزيزها في العديد من النظم السياسية والاجتماعية التي تستند إلى القيم الإسلامية. ويعتبر الإسلام أن الشورى (الاستشارة) هي مبدأ أساسي لاتخاذ القرارات في المسائل السياسية والاجتماعية.
في الإسلام، يشجع المسلمون على المشاركة الفعالة في عملية اتخاذ القرارات. يُعَتَبَر المجلس الشورى، الذي يُشكل من قبل الحكام والمستشارين والخبراء، وسيلة للاستماع إلى آراء الشعب والتشاور معهم في القرارات الهامة.
ويعتبر المشورة المتبادلة بين الحكام والمواطنين جزءًا من العملية الديمقراطية في الإسلام.
إن مفهوم العدالة الاجتماعية يحتل مكانة هامة في الإسلام. ويعتبر الإسلام أن العدالة الاجتماعية تتطلب توزيع الموارد والثروات بشكل عادل في المجتمع. ويجب أن يتمتع جميع أفراد المجتمع بفرص متساوية للتنمية والرفاهية، ويجب أن يتم تحقيق حقوق الفقراء والمحتاجين والمهمشين.
وفي الإسلام، يشجع على الإنفاق في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال زكاة وصدقات وصلة الرحم والمساعدة للمحتاجين. يعتبر الإسلام أن المسلمين هم أمانة في توزيع الثروة والموارد بشكل عادل وإحقاق الحقوق.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن تطبيق المبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في النظام السياسي والاجتماعي يختلف بين الدول والمجتمعات المسلمة،
كما يتأثر بالعوامل الثقافية والتاريخية والسياسية. يوجد تنوع واسع في الأنظمة السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي، والتي تتأثر بالعديد من العوامل المحلية والعالمية.
تختلف هذه النظم من بلد إلى آخر وتتأثر بالعوامل الثقافية والتاريخية والسياسية المحلية.
ومن بين هذه النظم:
_ الخلافة
الخلافة هي نظام سياسي يعتمد على القيم الإسلامية ويحكمها خليفة يعتبر القائد الروحي والسياسي للمسلمين. ويُعَتَبَرُ الخليفة ولي الأمر الذي يتولى المسؤولية السياسية والقضائية والاجتماعية ويسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة بين المسلمين.
_. الجمهورية الإسلامية:
هي نظام سياسي يعتمد على القيم الإسلامية ويتم فيه انتخاب الزعماء والسلطة السياسية من قبل الشعب. يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الموارد بشكل عادل وفقًا للمبادئ الإسلامية.
_ الدولة الإسلامية:
تعتبر الدولة الإسلامية نظامًا سياسيًا يهدف إلى تطبيق الشريعة بشكل شامل في جميع جوانب الحكم والقوانين والمؤسسات. يُعَتَبَرُ القرآن والسنة مصادر رئيسية للتشريع واتخاذ القرارات.
_ الديمقراطية الإسلامية:
يشير هذا المصطلح إلى نظام سياسي يجمع بين الديمقراطية والقيم الإسلامية. يتم فيه انتخاب الحكام والمسؤولين وفقًا للإجراءات الديمقراطية، مع الالتزام بتوجيهات الشريعة الإسلامية في صنع القرارات وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه النظم لها تفاوتات وتنوعات كبيرة في التنفيذ والتطبيق، وتتأثر بالعديد من العوامل المحلية والتاريخية والسياسية.
وفي الخاتمة إن هذه المفاهيم لديها تفسيرات وتطبيقات متنوعة وتختلف من بلد إلى آخر. النظم السياسية والاجتماعية التي تعتمد على القيم الإسلامية
و تتأثر بالعديد من العوامل المحلية وتاريخ الدولة وتفسيرات العلماء الدين والفقهاء. قد يختلف النهج والتنفيذ من دولة لأخرى، وقد يكون هناك تنوع وتفاوت في تطبيق القوانين والممارسات الاجتماعية في هذه النظم.
يتبع:
– الجزء الثالث
6- الديمقراطية بعد الحروب العالمية الاولى والثانية
اعداد: المهندس حمدي أحمد تش