مقالات منوعة

ميلاد حزين في بيت لحم

تلقي الحرب على غزة بظلالها الثقيلة على احتفالات عيد الميلاد

تلقي الحرب على غزة بظلالها الثقيلة على احتفالات عيد الميلاد لهذا العام، فقد بدت مظاهر البهجة باهتةً وغدت أجواء التجمع مستحيلة ومثقلة بإجراءات العزل والإغلاق وشلالات الدم في غزة، حتى مهد المسيح بدى خاوياً من احتفالات كل عام.

وقال البطريرك بيتسابلا للصحفيين لحظة وصوله إلى ساحة كنيسة المهد التي بدت خالية سوى من بضع عشرات من المواطنين “هذا عيد ميلاد حزين جداً.
وأضاف “مثلما رأينا لا توجد أجواء للسلام لأننا في حرب رهيبة، ونعبر عن تعاطفنا مع أهالي غزة، جميع أهالي غزة، وعلى وجه الخصوص المجتمع المسيحي في غزة الذي يعاني، وأنا أعلم أنهم ليسوا وحدهم من يعاني. هناك أكثر من مليوني شخص يعانون من التشرد والجوع والعطش في ظروف لا يمكن تحملها”.

وتابع قائلاً “نحن هنا للصلاة، وأيضا ليس فقط من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار، وإنما من أجل وقف الأعمال العدائية والمعاناة وطي هذه الصفحة الدامية ، لأن العنف لا يولد إلا العنف”.

وأوضح البطرك أن “رسالة الميلاد هي السلام وليس العنف.. السلام العادل لكل الفلسطينيين الذين انتظروا طويلا دولتهم وحريتهم”.

وقال “نحن هنا للصلاة من أجلهم ومن أجل السلام وللمطالبة بأن يكون وقف إطلاق النار دائما، (للصلاة) من أجل توفير كل ما هو ضروري ليس فقط لحياة مليوني فلسطيني في قطاع غزة وإنما للجميع في كل أرجاء فلسطين .
اما رؤساء كنائس مدينة القدس قد أعلنوا جميعا إلغاء الإحتفالات كافة بأعياد الميلاد للطوائف المسيحية لهذا العام مع الإبقاء على الصلوات والشعائر الدينية، في مشهد هو الأول من نوعه منذ أكثر من عقدين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
نعم، يخيم الحزن على فلسطين كل فلسطين في عيد الميلاد هذا العام بسبب الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني. والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في غزة والقطاع تجعل من الصعب على الناس الاحتفال بأعياد الميلاد بالطريقة التقليدية. ومع استمرار الحصار الإسرائيلي وخذلان المجتمع الدولي ، يزداد تأثير هذه الظروف الصعبة على حياة الناس.
إضافة إلى ذلك، تتزايد مشاكل الفقر والحرمان والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مما يجعل من الصعب على الأسر شراء الهدايا وتحضير وجبات الطعام التقليدية لأعياد الميلاد. كما أن الأطفال يواجهون تحديات كبيرة بسبب قطع الكهرباء والماء ووسائل الاتصال والرعاية الصحية والإجهاد النفسي.
من المهم أن نذكٌر العالم الذي يطلق على نفسه ( متحضر ) أن هذه الظروف تؤثر على حياة الناس وتجعل من الصعب عليهم الاستمتاع بأوقات الفرح والسعادة خلال أعياد الميلاد. يجب على المجتمع الدولي القيام بدوره الانساني وادانة اسرائيل و الإعتراف بالقدس كل القدس عاصمة لفلسطين ، والتحرك لدعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدة له خلال هذه الفترة الصعبة. التي يفترض بها ان يعم السلام كل العالم .

 

 

الدكتور محمد العبادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى