كانت بلقيس أميرة في مملكة والدها بسبأ، وكان والدها الملك هدهاد، يحكم مملكة واسعة ووفيرة بالخيرات، وبعد سنين طويلة تعب الملك هدهاد، وشعر بأن أجله قد اقترب، فجمع خاصّة مملكته ليقسموا على الولاء لمن سيخلفه بعد موته ،بعد ذلك أخبرهم أنه إختار ابنته االوحيدة بلقيس، لتكون هي الملكة من بعده،لكن أبدى البعض إمتعاضه بدعوىأنه لم يسبق أن تولت إمرأة الحكم قبلها،ولكن أجابهم أنها تستحق العرش،لأنها تمتلك العقل والشجاعة،لكن الأغلبية بايعتها على ولاية العهد ،كما وعدوا أباها ،ولأنهم يثقون في إختياره ،وحسن تدبيره .
بعدما مات الملك هدهاد وخلفته بلقيس،صار الشعب قسمين، واحد مع بلقيس يؤيدها، والثاني يرفض حكمها بحجة أنها إمراة، فانتشر هذا النزاع و،سمع الاعداء بما يحدث في سبأ، فطمعوا فيها، وحاولوا أن يستغلوا الوضع المتوثر في سبأ، ليستولوا على الحكم ،وكان أكثر الطامعين الملك عمران،الذي فشلت محاولاته ،لقوّة الملك هدهاد حينها،خطر في بال الملك أن يدعّم الرافضين للأميرة بلقيس، وهكذا سيسهل عليه الإستيلاء على المملكة،وفعلا إستطاع الملك عمران إثارة ر الفثنة داخل سبأ، وأرسل جيشه للإستيلاء على سبأ ،واصبح هو حاكمها، أما الملكة بلقيس فقام بعض الجند المخلصين بتهريبها، ولم تكن لتهرب دون حرب إلا أنها رأت أن الوضع ليس في صالحها لإنتشار الفتنة ،ورأت من الصالح أن تنسحب في ذالك اليوم، حتى تجهز للعودة، وتكون كفّتها الراجحة .
عودة الملكة بلقيس
لكن الملك عمران لم يكن عادلا، وظلم الناس ،وبدأوا يتجمّعون حول بلقيس في الجبال، وقامت بتدريبهم ،وكان الناس متلهّفين لخوض المعركة،وبعد أن عظم أمرها رأت أنّ الوقت أصبح مناسبا لإسترجاع سبأ، ففكّرت في حيلة تخدع بها المك عمران المتحصّن في سبأ، وأشاعت أنها فقيرة ولا تجد ما تأكله وفي اليوم التالي قامت بلقيس بإرسال صحيفة مع طفل أصمّ الى الملك عمران والذي كان ملقّبا بذي الأرعاب،وعندما استلم الملك الصّحيفة و قرأها وجد أن بلقيس تطلب منه بعض المال واللباس، كان الملك رفقة وزيره، وأخبره ما يردده النّاس بخصوصها، وأنها تعاني من الفاقة بعد أن خسرت كل شيئ، فقال له الملك: أنها تستحق ذلك واكثر، فأجابه الوزير، أوصيك أن يتزوج من بلقيس، وحينها لن ينازعك أحد على حكم سبأ،أجاب عمران : سأفكّر في الأمر ،وانطلت عليه الحيلة ،فتخلى عن الحرص ،ورأى أعوان بلقيس الفرصة مواتية ،فدخلوا المدينة وتحت ملابسهم السيوف، وفي الليل تسلّلوا إلى القصر ،وقبضوا على الملك في غرفته ،وأسروا جميع حرسه الذين كانوا نائمين .
شهرت بلقيس على عمران سيفها ،وأخبرته أنّها لن تقتله وستعفي على رجاله إذا تعهدوا بعدم المجيئ مرة أخرى إلى سبأ فوعدوها بذلك. وفي الطريق إلى مملكته ،قال لأعوانه سنجمع جيشنا ،ونعود لحربها ، فأجابوه كم أنت لئيم ومخادع !!! فأين همة الملوك ؟ ثم قتلوه لخسته ،والتحقوا ببلقيس لخدمتها ،وقالوا :لم نر بين الملوك مثل بلقيس في دهائها ،وحسن تدبيرها
الملكة بلقيس وسيدنا سليمان
بعدما إستردّت بلقيس مملكة أبيها ،استقر لها الأمر ،وازدهرت الحياة في سبأ، بفضل حسن تدبيرها ،وعاش القوم في رخاء لم يشهدوه من قبل،وبعد فترة من الزمن، أتى اليوم الذي يحتفل فيه أهل سبأ ، بيوم العرش فتجمعوا في ساحة معبد الشّمس، وكان هناك عرش صنعوه للملكة من الذّهب المطعّم بالعاج ، ولما توسّطت الشّمس السّماء، بدأوا في السّجود ،وتلى الكهنة الأدعية والتراتيل ، وفي ذلك اليوم كان الهدهد طائرا قرب المعبد، ولما رآهم نزل ،ورمقهم بعينيه، ثم أسرع إلى النّبي سليمان ليخبره بما شاهده من عظمة قوم سبأ ..
٠٠ المصدر ٠٠ كتاب من تاريخ اليمن
ائتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة ارض الحكمة ٠
وزارة السياحة ٠
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار
٠إعداد ٠٠محمود سالم