تعتبر قضية الهجرة واللجوء من أكثر القضايا حساسية إذ أنها ترتبط بالعوامل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وحتى الإنسانية. ازدادت دوافع الهجرة واللجوء منذ نهاية القرن الماضي وباتت قضية المهاجرين واللاجئين تشكل واقعاً اجتماعياً لا يمكن تجاهله في الواقع الاجتماعي المعاش, نظراً لكونها قضايا متعددة الأبعاد ومتنوعة الأطراف على حد سواء, لذا حظيت باهتمام الرأي العام المحلي والدولي, وكذلك نالت اهتمام وسائل الإعلام لاسيما الموجهة باللغة العربية منها، باعتبارها مادة خصبة للمعالجة والطرح الإخباري, وعلى الرغم من خطورة تأثيراتها على مجتمعات الدول المضيفة لهم إلا أن المشكلات التي حاولت توضيح أسبابها وآثارها وطرح الحلول لها لا تزال متضاربة دون التوصل إلى سبل واقعية لعلاجها. ومنذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين, ازدادت معدلات الهجرة واللجوء من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية بحثاً عن فرص للعمل ولتحقيق حياة كريمة, حيث أشار التقرير العالمي للأمم المتحدة الصادرة في عام 2018 إلى أن عدد المهاجرين فى العالم بلغ 246 مليون مهاجراً, وفي تقرير حديث للمفوضية السامية للأمم المتحدة تفيد فيه عن عدد اللاجئين ، فقد بلغ عدد اللاجئين لغاية عام 2023
ومع دخول النزاع المسلح في العديد من دولنا العربية فقد أدى ذلك عن موجات كبيرة من الهجرة واللجوء القسري , الذي اضطرهم إلى ترك بلادهم هرباً من ويلات الحروب والقتل والجوع حيث لجأوا إلى بعض الدول العربية والأجنبية المجاورة أو النزوح داخلياً إلى الأطراف الحدودية لبلادهم لحين تهدئة الأوضاع بحثاً عن الحياة الآمنة والاستقرار. وهذا ما نتج عنه بعض السلبيات وبعض الايجابيات؛ نظراً لتواجدهم فى مجتمعات الدول المضيفة لهم خاصة الأوروبية ومنها وهو ما أدي إلى العديد من المشكلات والشبهات التي تحيط بهم، والتي تؤرق الدول المستقبلة لهم، مثل مشكلات :
_ الاندماج .
– الاتهام بالإرهاب .
– طمس الهوية المسيحية .
– التأثير على عادات وتقاليد المجتمعات الأوروبية .
– الانتماء للمنظمات الإرهابية .
– الأعباء الاقتصادية .
– الأعباء الاجتماعية .
– الأعباء الأمنية .
– المشكلات المتعلقة بالصحة
والتعليم والعمل وغيرها من المشكلات .
فى حين أبرزت بعض الدول ومنها مصر و تركيا تأثيرهم الإيجابي على الاقتصاد المحلي لكلا الدولتين ، مما أدى إلى تباين مواقف هذه الدول منهم ما بين مؤيد لوجودهم ومتعاطف مع قضاياهم، وبين معارض يطالب بترحيلهم مما أدى إلى خروج ملفهم من طابعه الإنساني وإدخاله في تعقيدات حملت تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
الدكتور محمد العبادي