في الأسرة أشياء بسيطة تخلق السعادة نتغافل عنها فتصبح معضلة فيما بعد تدمر أشياء جميلة وفطرية داخلية عند أبنائنا يصعب علاجها فيما بعد أو ربما يتعذر ذلك إن تفاقت دون ان ندري ……
الحياة السعيدة ليست هي المأكل والمشرب فقط ،ولكن الحياة المتوازنة في الأسرة، هي التواد، هي التعاطف، هي عدم الحرمان من كلمة أحبك في معظم الأوقات( خصوصا عند البنات) ،هي تكرار جملة أنت مصدر سعادتنا ، وهذا يجعل الأبناء لا يعانون من خلل في العلاقة العاطفية الفطرية بين الآباء والأبناء. سعادة الأسرة تبنى على الإحترام ،على التقدير ،على احترام خصوصية الآخر ،و حتى إن أراد الآباء معرفة ما يقلقهم في امور ابننهم ،عليهم باتخاد سبل الحوار وتقنية السؤال. دون ان يشعروه بانه ملك لهم وليست له خصوصية فيشعر بالفشل ،و أنه ضعيف ولا قدرة له على تحمل مسؤوليته الطبيعية .
العلاقة في الأسرة تتضمن كلمات وحوار، تتضمن حكايات ليلية، ابتسامة عند الدخول وعند الخروج ،كثرة الإحتضان كثرة العطاء في الكلام ،ليحس الأبناء أنهم مصدر مهم في الأسرة و أهم شيئ فيها،و أن هناك جانب علائقي بينهم وبين آبائهم يتذكروه دائما في المدرسة، في الحي، وهم مع أصدقائهم ،و هم في المجامع، حين يشرد الدهن يتذكر الإبن أن له اب سيتظر قدومه بعطاء و فرح او ام تتلهف له ولمعرفة ما أنجز ،إحساس الاهتمام به و بكل ما يتعلق بحياته من ابسط الأشياء لاكبرها سواء في المدرسة، في العلاقة مع الآخر كيفما كان ……، سواء في مشاكله التي لا يستطيع أن يبوح بها للآخرين . لذلك الأبناء ليسوا بحاجة للأكل والشرب فقط، أو نخرجهم لنزهة وعوض مشاركتهم الخرجة. نتحدث في الهاتف مع الآخر أو نتحدث في. مشاكل العمل ،او مشاريع . هم بحاجة لأن تسألوهم عما يضرهم ،عما يحتاجون في حياتهم، عما يجعلهم يصمتون لأن
معظم الأبناء ينتابهم الصمت، حين يكون لديهم مشاكل بسبب التنمر أو بسبب التعثر الدراسي او في علاقتهم مع أصدقائهم أو مع إخوانهم إن شعروا بالتفضيل أو المقارنة ، او إحساسهم بأنهم ليسوا كالآخرين، قد لا يبوح الطفل بما لديه خصوصا إن كان( نظامه التمثيلي حسي حركي )فإن لم يلاحظ الأب او الأم بأن هناك تغييرات في علاقته معهم، أو هناك نوم كثير أو شرود متكرر، او أصبح هناك عنف لا شعوري أو اضطراب في علاقته مع إخوانه ،وربما قد يظهر هذا كذلك عند الوجبات اتناء الأكل ، عندما تتغير طريقة اكله إما بالرفض أو بالشراهة عندما يقول دائما هذا لا يعجبني أو لربما لا يأكل ويقول انا شبعان، هذه كلها علامات تدل على أن الطفل يعاني داخليا ولا يستطيع البوح بما لديه، لذلك على الآباء أن يلاحظوا تصرفات ابنائهم كيفما كانت صغيرة او كبيرة، ان يسألوهم عما يخصهم في كل المجالات سواء في المؤسسة أو في علاقتهم مع اصدقائهم فقد يعيش التنمر ويخاف من عدم التصديق أو الخوف من الأذى ممن يتمرون عليه إن أخبرهما ،او في علاقتهم مع المدرس إن كان يوبخ أو يقارن او يهمش في آخر الصف .وكذلك أهم شيء هو علاقتهم مع إخوانهم الطفل لا يمكن ان تتغير أحواله إلا إذا كان يعاني في صمت ، لا يمكن أن يكثر في النوم أو يصبح عنده تبول لا ارادي، إلا إذا كان هناك خلل او شيء لا يعلمه الآباء، وبالتالي يصبح هناك تراكم داخلي عند الأبناء يجعلهم يتغيرون في تعاملاتهم مع أنفسهم أولا ومع المحيطين بهم.
صحيح ان الجانب المادي مهم ولكن في نفس الوقت ليس هو الوحيد الذي يتحكم في بناء أساس العلاقة بيننا وبين ابنائنا . قد يكون العيش بأشياء بسيطة مع التواد و المداومة على الحوار والإنتباه لأبسط التغيرات وإشعار الإبن أنه الأمل وان باستطاعته ان يعطي ويسعد نفسه وبسعادته تكتمل سعادتنا. وهذا نوع من التحفيز الذي يجعل الأبناء أكثر ثقة بأنفسهم ، ولكن إن فقدنا مفاتيح السعادة، فقدنا الحب ،فقدنا التعاطف، و إن فقدنا الحوار قد نفقد أشياء مهمة في علاقتنا مع أبنائنا كالصدق في المشاعر و الصدق في الحكي والصدق في المعاملة وهذا اخطر ما يمكن ان يعيشه الابن مع أسرته …..مما يجعلهم يلتجئون إلى أناس قد يستغلونهم بطرق شتى وانتم تعلمون ان الطفل حينما يكون محروما او مهملا يسهل استقطابه واستغلاله ….
الاستشارية للاإيمان الشباني، ائتلاف وزارات مملكة اطلانتس الجديدة ، ارض الحكمة ، وزارة السعادة