بقلم / الاستاذ: محمد محبوب بيبو
إن السياحة الفكرية هي نوع من السياحة الثقافية والتي تهدف إلى إثراء المعرفة والثقافة لدى السياح، بحيث تشمل هذه السياحة زيارات للمتاحف والمعارض والمواقع الأثرية والمعالم الثقافية والتعرف على التراث الثقافي والفنون الجميلة والمعمارية والتقاليد الشعبية الهامة في التاريخ والأدب والعلوم، كما يشمل هذا النوع من السياحة الحضور إلى المناطق الريفية الهادئة من أجل قضاء الوقت في تأمل الطبيعة الخلابة ،والتفكير بمواضيع ذات صلة بمسائل فلسفية ودينية و كذلك الإجتماعية ،بحيث يستهدف هذا النوع من السياحة المسافرين الذين يرغبون في الحصول على تجربة عميقة ومتعة في نفس الوقت، والتي تساعدهم على فهم ثقافات أخرى وتراثها.
إن التطوير السياحة الفكرية في أي دولة ، يكون الهدف منه تعزيز الوعي الثقافي والتراثي لدى الزوار والسائحين ،والى تعزيز الحوار الثقافي ما بين الثقافات المختلفة. و تشمل هذه الأهداف الرئيسية والتي تؤدي إلى تطوير السياحة الفكرية، على النقاط التالية:
1- تعزيز الوعي الثقافي والتراثي لدى الزوار والسائحين والمجتمع المحلي.
2- إبراز التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة وإحياء التراث الثقافي المحلي.
3- تعزيز الحوار الثقافي بين الثقافات المختلفة وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات.
4- توفير فرص الإستكشاف والتعلم للزوار من خلال العروض والفعاليات المتاحة.
5- توفير وإيجاد فرص العمل وتعزيز قوة الأقتصاد المحلي من خلال تطوير السياحة.
// ماهية الأدوات السياحة الفكرية:
هي الأنشطة والمنشورات التي تهدف إلى تحفيز الفضول والإهتمام بالتاريخ والثقافة والفنون والعلوم وغيرها من المجالات الفكرية، كما أشرنا بداية المقال
ومن بين أهم هذه الأدوات
*- المتاحف والمعارض الفنية والعلمية والثقافية اضافة للمناطق الأثرية ذات المعالم التاريخية .
*- الجولات السياحية الموجهة والمرشدين السياحيين.
*- رحلات الدراجات والمشي والتخييم بمناطق ذات طبيعة خلابة.
*- القراءة والبحث والدراسة والتعلم في المكتبات والمؤسسات التعليمية.
*- الفعاليات الثقافية والفنية مثل الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والأوبرا.
*- الأنشطة الرياضية المتنوعة مثل ركوب الأمواج والغوص والتزلج على الجليد وغيرها.
*- التجارب الفريدة مثل الرحلات الفضائية والغوص في الأعماق البحرية والتسلق والتزلج الجبلي.
//كيف تحدد الحكومات السياحة الفكرية:
قد تكون السياحة الفكرية مرتبطة بسياسة البلد
بحيث من الممكن أن تختلف الطريقة من بلد لأخر بحسب
فرضية النظام السياسي،
فإن الأهداف الفكرية والسياسية قد تختلف تبعاً للنظام السياسي والهيكل الحكومي ومع ذلك هناك بعض العوامل والعمليات التي قد تشملها عملية تحديد الأهداف الفكرية والسياسية للحكومة ومنها:
1. التفاوض والمشاورات السياسية من قبل حكومة البلد ويكون ذلك مع الحزب الحاكم ومجلس النواب أو الشركاء بالقرار السياسي .
2- استشراف المستقبل الذي يتعين على الحكومة فرضية الدراسات والتحليل للتغيرات والتحديات المتوقعة في المستقبل بما في ذلك القضايا الأجتماعية و الأقتصادية والبيئية والسياسية لتحديد أهداف تعكس التحديات المستقبلية.
3. الأستجابة لأحتياجات المواطنين.
4- الاستشارة العامة
يمكن للحكومة أن تجري استطلاعات رأي عامة وتشاور مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية للحصول على آراء وملاحظات حول الأهداف الفكرية والسياسية المقترحة.
5- القوانين والتشريعات.
6- الخطط الاستراتيجية: قد تعتمد الحكومة على إعداد خطط استراتيجية تحدد الأهداف الفكرية والسياسية على المدى الطويل والمتوسط والقصير
تتضمن هذه الخطط عادة استراتيجيات لمختلف القطاعات والمجالات بناء على الأولويات المحددة.
//ختاما
إن صناعة السياحة مرتبطة بكافة الصناعات الأخرى بالدولة
لذلك نرى بإن السياحة تسهم
من خلال إبرام العقود و الاتفاقيات للتنسيق والتعاون الجماعي و المشترك سواء داخليا محليا أو دوليا
مع الصناعات والقطاعات ذات الصلة في البنية التحية والصحة والتعليم والرياضية
الخ……