في زوايا القلب، حيث يسكن الحب بكل ألوانه، كان هناك رجل عاشق يتنفس اسمها في كل لحظة. تعلق بها حد الجنون، يسير في دروب الحياة وهو يحمل صورتها في عينيه، يتمنى أن تكون له، ويعتبر الشمس والقمر مجرد خلفية لقصتهما. كان وفاءه لها يشرق في كل كلمة، وكل نظرة، وكأنها وحدها من تعني له العالم.
لكن، في خفايا الأمور، كانت هي تحب شخصًا آخر، تخدع قلبه بأعذار مزيفة، وتحلف له بالأيمان المغلظة أنها لا يمكن أن تخونه. كانت ترتدي قناع الحب، بينما قلبها يسكن في مكان بعيد، بعيد عن عذابه وآلامه.
كان يجلس بين أشعة الشمس ورذاذ المطر، يتأمل السماء وكأنها تحمل له رسالة، دموعه تتساقط كما تسقط قطرات المطر، يتمنى لو كانت معه، لو كانت تراه كما يراها. وفي خضم هذا الحزن، كان يسأل نفسه: هل يستحق الحب هذا الألم؟
الحب الحقيقي لا يحتاج إلى أقنعة، بل يُبنى على الصدق والتفاهم. وفاءه كان يُسطر في كل تفاصيل حياته، لكنه كان غارقًا في وهمٍ، يظن أن حبها له يمكن أن يتغلب على كل شيء، بينما هي تُخفي قلبها في زوايا أخرى. فالحب يجب أن يكون مصدر سعادة لا حزن.
ومع كل دمعة تسقط، كان يخطو خطوة نحو الشفاء، مُدركًا أن قلبه يستحق من يقدره ويبادله المشاعر بصدق. فلا تترك أحدًا يُشعر قلبك بالألم، فكل لحظة من حياتك هي فرصة لفتح صفحة جديدة.
وبينما كانت تمضي الأيام، بدأ يدرك أن الأمل لا يُبنى على الأوهام، بل على حقيقة مشاعره. كان في قلبه مساحة للحب، لكن يجب أن يكون ذلك الحب لمن يستحقه. وهكذا، تعلم أن الحب يحتاج إلى شجاعة، وشجاعة أن يقول وداعًا لمن لا يبادله نفس المشاعر.
في النهاية، بقيت تلك الذكريات كنجوم في سماء قلبه، مُضيئة رغم كل الألم. فكل دمعة تسقط هي بداية جديدة، وفتح صفحة جديدة من الحياة، يُعيد له الأمل في حبٍ يُضيء طريقه.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، م. د. هائل العبيدي