جُرحٌ عنيد،، أ. محمد الشريف
كُفَ عن التباهي أيها الجُرح فلستُ لِمُداواةِ الجُروحِ أُجيد
جربت شعور غريب اليوم ،شعور سيء جداً يستدعي الألم من نومه ، يُذيب الاحساس بالسعادة،يجدد كل ما ظننت أنه انقضى ، ذكرني بكل ما مضى ، شعرت تماماً بهذا الإحساس…. إنسان بأظافر طويلة جداً وحادة يخربش جرحاً بكل ما أُوتي من قوة ومُصمم على ذلك ظناً منه أنه يُعالج شيئاً ..أردت أن أقول له أرجوك لا تُكمل وهو مُصر على ما يفعل،أردت طوال الفترة الماضية وحاولت بقوة أن أنسى أو أن أتناسى وتعافيت قليلاً وحاولت أن أُشغِل نفسي بالعمل حتى شعرت في فترة من الفترات أن هناك أمل… أمل أن أنسى ولكن هذا الموقف أثبت أن الجُرح عميق مثل البئر كُلما أخذت منه شيئاً يتجدد وكذلك هذا الجرح كلما رميت بجوفه أمل وتجاهل ابتلعهم جميعاً وجاء بألم جديد وكأنه يقول لي : كل هذا لا يُفيد ، حاول مجدداً وافعل ما تُريد فأنا جُرح سيظل معك للأبد ،ستنساني قليلاً وسأرجع مجدداً لأجعلك شريد ، فأنا من النوع الذي كلما قَدُم يزيد وأَختَرِقُ سُبلَ الراحة جميعها دون تمهيد وأجعلك تبكي بالدموع حتى لو كُنت سعيد وأجعلك تنظر للوراء بمنظار فريد لترى ما جرى في الماضي وتتحسر بألم شديد وأجعلك لو رأيت كنوز الدنيا جميعها تكون عندها زهيد وتتذوق مِني أنواع من الألم ليس بها أي تقليد، كل نوع يأكل جزءاً من روحك ولا يكون لك من السعادة رصيد .
كُفَ عن التباهي أيها الجُرح فلستُ لِمُداواةِ الجُروحِ أُجيد، لقد جعلت قلبي كالجليد وفتت عزيمتي بعدما كانت من حديد وجعلتني أوافق على أشياء بعدما كنت معها عنيد، سأُعلِن أنك فُزت لو ذهبت ولم تَعُد،وهذا حقاً شيء أكيد وإذا رأيتك في مكان سأقول كان عِندى ، ولكن سأقول ذلك من بعيد ،لا أريدك أن تقترب مني أو اقترب منك وهذا ما أريده بالتحديد.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، أ. محمد الشريف