في مسيرة الحياة، نتعلم أن التحديات والعوائق جزء لا يتجزأ من وجودنا. قد لا نستطيع وقف الأمواج العاتية التي تضربنا، ولكننا بالتأكيد قادرون على تعلم فن السباحة وسط تلك الأمواج. هذا هو جوهر الحياة، أن نتكيف مع الظروف ونتعامل معها بحكمة وصبر.
فالحياة ليست دائماً مشرقة، وأيامنا ليست دائماً مليئة بالفرح. هناك أيام تمرّ علينا مليئة بالصعاب والتجارب القاسية، وقد لا تحقق لنا الحياة كل ما نرغب فيه أو نحلم به. لكن، حتى في أصعب اللحظات، تنمو في داخلنا أزهار من الحنين، تلك التي تتغذى على الذكريات الجميلة والتجارب الغنية. هذه الأزهار، وإن عصفت بها الرياح ومالت أغصانها بفعل الغياب والفقد، إلا أنها تظل تشهد على قوة ما بداخلنا من مشاعر وحنين.
وفي مواجهة هذه التحديات، نحتاج إلى أن نتحلى بالصبر، أن نتعلم كيف نواجه الواقع بابتسامة رغم الألم. فعندما تزداد الحياة صعوبة وعندما نشعر أن الأوجاع تطاردنا، تكون الابتسامة هي السلاح الأقوى. تلك الابتسامة التي تملك قدرة سحرية على تحويل الألم إلى قوة، وعلى إعادة الأمل إلى قلوبنا. عند ضفاف الابتسامات، تذوب الأوجاع وتنحسر الآلام، تاركةً لنا مساحة للتأمل في جمال الحياة رغم قسوتها، وفرصة للبدء من جديد بروح متجددة وعزيمة لا تنكسر.
إن الحياة، بكل ما فيها من تناقضات، تعلمنا أن القوة الحقيقية لا تكمن في الهروب من الصعاب، بل في مواجهتها بابتسامة وإيمان بأن كل تحدٍ يمر علينا هو فرصة للنمو والتعلم. نحن لسنا مجرد متفرجين على حياتنا، بل نحن المشاركون الفعليون فيها، القادرون على تشكيل مسارنا والتأثير على واقعنا، بفضل تلك القوة الداخلية التي تدفعنا دائمًا نحو الأفضل.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، أ. ماجد حميد رشيد النعيمي