مقالات منوعة

القطيعة بين الأخوة،، د. صالح العطوان الحيالي

الديانات تهتم بقوة الروابط بين الأخوة فهنيئاً لكل واصل رحم ..

الأخ يعني صبي او رجل له نفس الاب والام ، كما يمكن أن يكونا اخوين بالرضاعة من أب وأم مختلفين ورضعا من امرأة واحدة ثلاث رضعات ، فأصبح اخوين بالرضاعة. كان قبل عام ٢٠٠٣ الأخوة نعمة من الله لا يعرف قيمتهم الا من تمتع بهم والأخت فاكهة الحياة والحب المملوء بالشغب الجميل ولديها أسرار الأخوة في خزائن أمينة. ليس هناك اجمل من وجود الأخوة في حياتنا ، فهم السند ومصدر القوة، هم نعمة من الله نلجأ حيث نلجأ إليهم وقت الضيق والضعف، نجدهم يفرحون لفرحنا ويسعدون لسعادتنا. بعد أحداث عام ٢٠٠٣
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة إجتماعية تطفو اعلى السطح بشكل مقلق وهي “تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات “!!!.
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ..
بل هي دم يجري في عروقك ..
فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!!!
إن زرتني زرتك ..
وإن أعطيتني أعطيتك …
وإن أحسنت إلي أحسنت إليك ..
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لكل من يحاول قطع رحمك والبعد عنهم ..
لأنك سترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم !!!
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك باشتياقك له ..
بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك ..
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة .. ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك ..
أنتم إخوة .. حملكم نفس الرحم ، وأرضعتكم نفس الأم ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسه ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها !!!
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شيئ يمكن تعويضه .. الزوج يأتي بداله زوج آخر وكذلك الزوجه.. والأبناء يأتي غيرهم من الأبناء ،المال ياتي غيره مال ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..
أن اغلب مشكلات القطيعة بين الأخوة تكمن في تدخل الزوجات او الأزواج والأولاد والبنات في شحن العلاقات بين الأخوة لذلك فاحذر أن تسمح لهم او لغيرهم بالتدخل في تشكيل إطار علاقتك مع اخوتك
فإن جميع الديانات تهتم بقوة الروابط بين الأخوة فهنيئاً لكل واصل رحم ..

الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، د. صالح العطوان الحيالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى