أصداء الروح المنحنية في أحضان الطبيعة،،، أ. عامر مروان
في أحضان الطبيعة، حيث تلتقي الرياح بالأشجار الذاوية
أصداء الروح المنحنية في أحضان الطبيعة:
في أحضان الطبيعة، حيث تلتقي الرياح بالأشجار الذاوية، وحيث يذوب الضباب في أمواج الصمت، تنحني الأرواح المثقلة بأثقال الوجود على ركبتيها، في انتظار انطفاء النجوم، تلك اللحظات التي تعانق فيها الطبيعة حزن الإنسان بصمتها الأبدي، تلك اللحظات حيث يصبح الهمس هو اللغة الوحيدة المتبقية.
مثل الشجر العاري في خريفه، تجثو الروح تحت وطأة التعب، معلنة عن استسلامها أمام جبروت الحياة. في تلك اللحظات، تتحول الطبيعة إلى مرآة تعكس سوداوية الوجود، فالسكون يبتلع الصوت، والضوء يتلاشى في ضباب الكآبة، ولا يبقى سوى صدى الألم يتردد بين الصخور المهجورة. تلك اللحظات ليست سوى شذرات من العدم، تنبعث من صميم الروح لتنذر بانهيار الجسد، كما يتساقط الورق الذابل من غصن الحياة الهش.
وفي النهاية، تعود الطبيعة لتلملم أشلاء الأرواح المتعبة، تغمرها في بحرٍ من الغموض، حيث يضيع الألم في متاهات الليل الطويل. هكذا، يتجسد التعب في أعماق الوجود، يترك بصماته على جبين الطبيعة كما يتركها على القلب، ليظل الحزن رفيقًا أبديًا للروح الراكعة تحت وطأة الحياة…………..انتـــــهــــــى :
ولحين يعانق الصمت كلماتي، أترككم في أمان الظلال التي تروي حكايا الأرواح المنحنية، إلى لقاء آخر… بين سطور الوجود.
،،الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار، أ. عامر مروان