((التعليم الشامل)) “نحو دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة.”،، د. ماجد حميد النعيمي
التعليم الشامل
في عالم يسعى نحو التقدم والرقي، يعد التعليم الشامل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات متكاملة ومتناغمة. إن الحق في التعليم هو حق أساسي لكل فرد، ويشمل ذلك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. التعليم الشامل لا يقتصر على مجرد تواجد الأطفال في نفس البيئة التعليمية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الدعم والرعاية التي تضمن لهم فرصًا متكافئة لتحقيق أقصى إمكانياتهم. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن نعمل على دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة بطريقة فعالة ومدروسة.
-المحور الأول: أهمية التعليم الشامل
التعليم الشامل ليس مجرد مفهوم تربوي، بل هو نهج يعكس الالتزام بحقوق الإنسان والمساواة. يتيح هذا النوع من التعليم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فرصًا لتحقيق استقلاليتهم واكتساب المهارات الاجتماعية والأكاديمية اللازمة لمواجهة تحديات الحياة. كما يسهم في تعزيز الوعي والتفاهم بين جميع الطلبة، مما يؤدي إلى خلق بيئة تعليمية تعزز القيم الإنسانية الأساسية مثل الاحترام والتسامح.
-المحور الثاني: تحديات دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
تواجه عملية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة عدة تحديات، منها نقص الكوادر المؤهلة، وغياب البنية التحتية المناسبة، وصعوبة تغيير التصورات السلبية تجاه هؤلاء الأطفال. لذلك، من الضروري توفير التدريب المستمر للمعلمين، وتحسين المرافق التعليمية لتكون قادرة على تلبية احتياجات جميع الطلبة، وكذلك نشر الوعي بأهمية التعليم الشامل في المجتمع.
-المحور الثالث: استراتيجيات ناجحة للدمج لضمان نجاح عمليةالدمج. يجب تبني استراتيجيات مدروسة تشمل تقديم الدعم النفسي والتعليمي لكل من الطلبةوالمعلمين. يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير خطط تعليمية فردية تتناسب مع احتياجات كل طفل، وتوفير المساعدات التعليمية مثل التقنيات المساندة والأدوات التعليمية الخاصة. كما يجب تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة لضمان متابعة تطور الطفل ودعمه بشكل مستمر.
-المحور الرابع: دور الأسرة في دعم التعليم الشامل.
تلعب الأسرة دورًامحوريًا في نجاح عملية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. من المهم أن تتعاون الأسرة مع المدرسة لضمان توفير البيئة التعليمية المناسبة لطفلهم. يتطلب ذلك التواصل المستمر مع المعلمين والمشاركة في الأنشطة المدرسية وتقديم الدعم العاطفي والنفسي للطفل. كما يجب أن تكون الأسرة على دراية بالحقوق والخدمات المتاحة لطفلها لضمان حصوله على أفضل فرص التعليم.
وختاماًفالتعليم الشامل هو الطريق نحو بناء مجتمع متساوٍ ومتقدم، حيث يتم احترام حقوق كل فرد وتقدير تنوعه. لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتعاون المدارس والأسر معًا لضمان دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في النظام التعليمي بشكل فعال. يتمثل السلوك المهني المطلوب في تقديم الدعم المستمر لهؤلاء الأطفال، وتطوير استراتيجيات تعليمية تضمن مشاركتهم الفعالة. بالتعاون والوعي، يمكن أن نحقق تعليمًا شاملًا يفتح آفاقًا جديدة أمام جميع الأطفال، بغض النظر عن قدراتهم أو احتياجاتهم.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، ماجد حميد رشيد النعيمي