مقالات منوعة

حينما تكون المصالح،، أ. همام حسين علي

إذا‏ ‏استعملتَ‏ “الآخر”‏ ‏لسد‏ ‏احتياجك‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏زمان

“إذا‏ ‏استعملتَ‏ “الآخر”‏ ‏لسد‏ ‏احتياجك‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏زمان، ‏فلا‏ ‏تتركه‏ ‏إلا‏ ‏إن‏ ‏دفعت‏ ‏دينك‏ ‏بالكامل..‏، وإلا: فسوف تدفعه مضاعفا لمن‏ ‏يستعملك‏ ولو سرًّا ‏بنفس‏ ‏النذالة المشروعة!، خاصة ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تهمد‏ ‏مناوراتك،‏ ‏وتفسد‏ ‏أسلحتك.‏”

في اتساق مع الحكمة التي ترددت عبر العصور، تعكس هذه الكلمات حقيقة عميقة تتعلق بعلاقاتنا الإنسانية. إذ عندما نستخدم “الآخر” لمصلحتنا الشخصية دون أدنى اعتبار لحقوقه ومشاعره، نقع في خطأ أخلاقي يجب تصحيحه بدقة وسرعة.
إن استغلال الآخرين كموارد لتحقيق أهدافنا يفتح الباب أمام دورة لا نهاية لها من الانتقام والخيانة. فإذا لم نرسم علاقاتنا بالعدل والنزاهة ونلونها بالصدق والتقدير، فإننا نخلق بيئة سامة تسمح بانتشار الغدر والخداع بين الناس.
علاوة على ذلك، تُظهر هذه الحكمة عمق الروح الإنسانية وحاجتنا الدائمة إلى التوازن والعدل في تعاملنا مع الآخرين. إن كان لدينا دينًا لآخرين نحن مدينون به نتيجة لتصرفاتهم معنا، وهذا الدين ربما يتجلى في مساعدتهم أو دعمهم في الوقت الضروري، فإن ترك هذا الدين دون سداد يمكن أن ينتج عنه عواقب وخيمة تؤثر ليس فقط على علاقتنا بالشخص نفسه، ولكن أيضًا على علاقتنا بالآخرين.
ففي علاقاتنا مع الآخرين، يجب أن نتذكر دائمًا مبدأ العدالة والإنصاف. عندما نستخدم شخصًا ما لنلبي احتياجاتنا، يجب علينا أن نكون مستعدين لرد الجميل وتقديم ما يستحقه هذا الشخص. إن ترك الشخص بعد أن يسد احتياجاتنا دون أن نرد له الجميل يعتبر ظلمًا وفقدانًا لمبدأ الشكر والامتنان.
فإذا تخليت عن الشخص الذي ساعدك عندما كنت في حاجة، فقد تجد نفسك في موقف مماثل في المستقبل حيث يتخلى شخص آخر عنك بنفس الطريقة. إن تجاهل دين اللطف والعوض قد يؤدي في النهاية إلى إحداث دوائر من الانتقام والخداع بين الناس. فالعلاقات الإنسانية تحتاج إلى التعاطف والعدل لتبقى قائمة وسليمة.
عندما نستخدم الناس كوسيلة لتحقيق أهدافنا دون إعطائهم قيمتهم الحقيقية، نقوم بتدمير أسس الثقة والاحترام المتبادل بين الأفراد. ينبغي علينا أن نكون أوفياء وشاكرين وأن نعامل الآخرين بالطريقة التي نود أن يعاملونا بها.
في النهاية، يجب أن نتذكر دائمًا أن استخدامنا للآخرين كوسيلة لتحقيق مصالحنا الشخصية ينعكس علينا بالضرورة. إذا كنا لا نقدر ونحترم الناس من حولنا، فلا يمكننا أن نتوقع أن يتم معاملتنا بالإحترام والرعاية بدورنا. لذلك، لنبني علاقاتنا على أسس الصدق والعدل، ولنحافظ على أخلاقنا وكرامتنا في تعاملنا مع الآخرين.
فلنحترم العلاقات الإنسانية ونحتفظ بالتواصل الإيجابي والعلاقات الصادقة. فالعطاء دون توقف واحترام الآخرين دليل على النضج العاطفي والقيم الأخلاقية التي ينبغي علينا تطبيقها في حياتنا اليومية.

الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، أ. همام حسين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى