لا زواج بدون الحب.. ولا حب بدون الزواج.. هذا سؤال قديم قدم الإنسان نفسه، في البداية يبدو سؤالا غريبا إذ لا يمكن تصور علاقة إنسانية بلا حب.. رغم أن هناك زواجا بلا حب، وهناك حب بلا زواج.. ولكن زواج بلا حب هو تعاسة، وحب بلا زواج هو عذاب..
الزواج كالبيوت لتحتوي المتزوجين، وإذا عاش الإنسان بلا زواج فإنها مغادرة تكفية أو كهفا يؤويه أو خيمة على قارعة الطريق تحميه من وطأة حر أو برد، أما البيت فله معنى آخر غير الحماية من البرد والحر وعيون الناس، البيت معنى هو السكن، البيت معناه السكينة.. أي أقصى درجات طمأنينة النفس، والقاعدة الأساسية لبيت الزوجية هي الحب. والحب بعد الزواج لا بد أن يأخذ شكلا مختلفا عن الحب قبل الزواج، الحب بعد الزواج هو المودة والرحمة.
في رحلة الحياة هناك كبوات لا يستطيع الإنسان أن يتحملها وحده، لا بد أن يكون له شريك في حياته يواجه معه المحن ويتحدى الصعاب، ولا بد من شريك أيضا يطلع معنا على الوجه الجميل للحياة، وهي المشاركة في تحويل الأيام إلى ذكريات سعيدة.
إن الحب ليس متاحا لكل إنسان قبل الزواج، والحب له شروط خاصة بعضها مربتطة بالإنسان نفسه والبعض الآخر مرتبطة بظروفه الشخصية وظروف المجتمع. والزواج يتم بناء على الرغبة الصادقة في الزواج حيث يكون الزواج هدفا أساسيا وأوليا بناء على إيمان بأهمية الزواج وضرورته النفسية والاجتماعية والبيولوجية.
الطب النفسي يشجع على الحب والزواج.. فالحب ضرورة، والزواج ضرورة، حيث إنه ضرورة للتوازن النفسي وللسعادة الحقيقية في الحياة. الزواج بيت وسكينة ومواجهة صعاب وتسجيل ذكريات جميلة.. فلا بد أن يفضي الزواج إلى حب وذلك إذا أردنا حياة صحية وصحيحة يصبح العيش معها مشبعا وممتعا.
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها- جامعة عالية،كولكاتا – الهند
الهيئة العامة للإعلام