الشباب عماد المجتمعات ، فهم يحملون آمال وطموحات الأمة، ويشكلون القوة الدافعة للتغيير والتطور. ومع ذلك، فإن الأزمات الدولية المتكررة، مثل النزاعات المسلحة، التغير المناخي، الأزمات الاقتصادية، والأوبئة، تضع تحديات كبيرة أمامهم.
ولعل من اهم التحديات التي يواجهها الشباب ، الأزمات الاقتصادية ، حيث تعاني العديد من الدول أزمات اقتصادية خانقة تؤثر على فرص العمل والتوظيف لدى الشباب الذين هم الأكثر تأثراً بهذه الأزمات، حيث يجدون صعوبة في دخول سوق العمل، مما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة والفقر.
النزاعات المسلحة: تشهد بعض المناطق في العالم نزاعات مسلحة تؤدي إلى تهجير الشباب وفقدانهم لفرص التعليم والعمل. النزاعات تخلق بيئات غير مستقرة تجعل من الصعب على الشباب تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
وأيضاً التغير المناخي: فهو من أكبر التحديات التي تواجه الأجيال الحالية والمقبلة فهو يتسبب في فقدان الموارد الطبيعية ويؤثر على الأمن الغذائي والمائي، مما يهدد مستقبل الشباب في العديد من المناطق.
ولا ننسى تلك الأوبئة العالمية كجائحة كوفيد-19 مثال صارخ على كيفية تأثير الأوبئة على حياة الشباب. فقد أدت إلى إغلاق المدارس والجامعات، مما أثر سلباً على التعليم والتنمية الشخصية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن هناك فرصاً عديدة يمكن أن يستفيد منها الشباب:
كالتكنولوجيا والابتكار حيث توفر التكنولوجيا الحديثة فرصاً جديدة للشباب للعمل والتعلم. يمكنهم استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل وتبادل الأفكار والابتكارات. كما أن المجالات مثل البرمجة والتسويق الرقمي تنمو بسرعة وتفتح آفاقاً جديدة.
يمكن للشباب أن يكونوا جزءاً من الحلول من خلال المشاركة في الأنشطة المجتمعية والسياسية. يمكنهم التأثير في صنع القرار والمساهمة في بناء مجتمعات أكثر استدامة.
ومع تزايد الحاجة إلى المهارات الجديدة، يمكن للشباب الاستفادة من برامج التعليم والتدريب المهني التي تعدهم لمواجهة تحديات سوق العمل المتغيرة.
ضرورة حث الشباب على العمل التطوعي ، يسهم العمل التطوعي في تعزيز مهارات الشباب وبناء شبكات اجتماعية قوية. كما أنه يعزز من شعور الانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع.
ومن الضروري أن تلعب الحكومات والمجتمع الدولي دوراً فعالاً في دعم الشباب. يجب أن تتبنى السياسات التي تعزز من فرص التعليم والتوظيف، وتوفر الدعم النفسي والاجتماعي. كما ينبغي الاستثمار في البرامج التي تشجع على الابتكار وريادة الأعمال.
وهنا لابد من وضع استراتيجيات لتعزيز مستقبل الشباب .
تعزيز التعليم الشامل والجودة
يجب أن يكون التعليم متاحاً للجميع، مع التركيز على جودة التعليم ومحتواه.
يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديث المناهج الدراسية لتتناسب مع متطلبات سوق العمل الحديث.
توفير برامج تعليمية مرنة تشمل التعلم عن بعد، مما يسهل الوصول إلى التعليم في المناطق النائية أو المتأثرة بالأزمات.
توفير فرص التدريب المهني
فمن الضروري أن يتمكن الشباب من اكتساب المهارات اللازمة لدخول سوق العمل.
ينبغي إنشاء شراكات بين المؤسسات التعليمية والشركات لتقديم برامج تدريبية تعكس احتياجات السوق. تشجيع التدريب العملي من خلال برامج التلمذة الصناعية والممارسات المهنية.
تعزيز ريادة الأعمال
يمكن أن تكون ريادة الأعمال وسيلة فعالة لخلق فرص العمل. يجب دعم الشباب في هذا المجال من خلال توفير التمويل والدعم الفني للمشاريع الناشئة ، تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية في مهارات الأعمال والتسويق.
تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية
يجب تشجيع الشباب على الانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية من خلال إنشاء منصات تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرار وتوفير برامج توعية حول حقوقهم وواجباتهم كمواطنين.
دعم الصحة النفسية والجسدية
فقد يتعرض الشباب لضغوط نفسية كبيرة بسبب الازمات .
توفير خدمات الدعم النفسي للمساعدة في التعامل مع الضغوط والتحديات.
تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية.
ولا يمكننا ان نغفل عن دور المجتمع المدني وامكانية لعبه دوراً
مهماً في دعم الشباب من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تعزز من الانتماء وتعزز الهوية.
مستقبل الشباب هو مستقبل الأمة بأسرها. من خلال الاستثمار في قدراتهم وتوفير الفرص اللازمة لهم، يمكننا بناء مجتمع قوي ومزدهر.
إن التحديات التي تواجه الشباب ليست مجرد عوائق، بل هي أيضاً فرص للنمو والتغيير.
يجب أن نعمل جميعاً، حكومات ومجتمعات مدنية وأفراد، من أجل تمكين الشباب وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. إن نجاحنا في هذا المسعى سيحدد مستقبل الأجيال القادمة ويضمن استدامة التنمية والازدهار.
Screenshot
الدكتور محمد العبادي