عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا”
يشير الحديث الشريف إلى أن العفو عن الناس والتسامح معهم يزيد الإنسان عزا وشرفا، وليس كما يعتقد البعض أنه ينقص من قيمته، أخلاق الإسلام السمحة ويكون قدوة حسنة لغيره من المسلمين وغير المسلمين.
والتسامح هو قيمة إنسانية عظيمة تلعب دورا حيويا في تعزيز السلام والتفاهم بين الأفراد والمجتمعات. يعد التسامح أحد الأسس التي تقوم عليها العلاقات الانسانية السليمة، حيث يساهم في تقليل التوتر والصراعات، ويتيح للناس العيش في وئام واحترام متبادل بغض النظر عن اختلافاتهم.
يمكن ان يتجلى التسامح في العديد من الأشكال، سواء كان ذلك في قبول آراء الآخرين حتى وإن كانت تختلف عن آرائنا، أو في القدرة على تجاوز الأخطاء والمشاكل التي تسببها الاخرين لنا. التسامح ليس مجرد تقبل للاخر، بل هو أيضا تعبير عن القوة الداخلية والنضج العاطفي، اذ يتطلب منا أن نمتلك القدرة على فهم وتقدير مشاعر ووجهات نظر الاخرين دون الحكم المسبق.
ان تعزيز ثقافة التسامح يبدأ من الفرد ويمتد للمجتمع ككل. التعليم والتربية يلعبان دورًا جوهريا في غرس هذه القيمة في نفوس الأجيال القادمة. بالإضافة الى ذلك، يمكن للمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية أن تساهم في نشر التسامح من خلال المبادرات والبرامج التي تشجع على الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
وختاما التسامح هو قيمة عظيمة في الإسلام، وهي تعكس روح الدين الحنيف الذي يدعو إلى العفو والرحمة والمحبة بين الناس. من خلال تبني قيم التسامح في حياتنا اليومية، يمكننا بناء مجتمع متماسك ومحب يسوده السلام والتفاهم. الأحاديث النبوية ترشدنا إلى أهمية التسامح وتبين لنا فوائده العظيمة في الدنيا والآخرة، وهو من أعظم الفضائل التي يمكن أن يتحلى بها الانسان. يعكس الحكمة والقوة الداخلية، ويساهم في بناء مجتمع متماسك ومتناغم. بتطبيق التسامح في حياتنا اليومية، نحقق السلام الداخلي وننشر الحب والتفاهم في محيطنا.
ثامر حميد رشيد