في عالم التجارة والتنافس الشديد ، دائما ما يبحث التجار عن الطرق والأليات التي تجعل من محلاتهم مقصدا دائما للزبائن ، وقد تتنوع الأساليب وتتعدد ، إلا أن هناك فنا بسيطا ومؤثرا بشكل لافت للنظر ، يكمن في إهداء المنتجات بين الحين والآخر للزبائن بالمجان ، رغم بساطة هذه الفكرة إلا أن تأثيرها عميق وبعيد المدى .
عندما يدخل الزبون إلى محلك ويجد نفسه يتلقى هدية صغيرة في صورة منتوج ، فإن هذا يشعره بالتقدير والاحترام ، هذا الشعور يخلق رابطا نفسيا قويا بين الزبون والمحل ، حيث يشعر بأنك تقدر وجوده و تثمن وفاءه ، وحين يشعر الزبون بالتقدير فإنه يصبح أكثر استعدادا للعودة إلى نفس المكان في كل مرة يحتاج فيها إلى شراء شيء جديد ، هذه الاستراتيجية البسيطة التي لا تتطلب تكاليف كبيرة ، تحقق نتائج مبهرة من خلال إعطاء منتج بسيط بالمجان ، و يمكنك أن تبني شبكة من الزبائن الأوفياء الذين لا يترددون في العودة إليك في كل مرة ، بل يقومون حتى بتوصية محلك لأصدقائهم وأقاربهم مما يزيد من قاعدة زبائنك بشكل تلقائي.
تعميم هذه التجربة على نطاق أوسع من الزبائن يمكن أن يحول محلك إلى وجهة تجارية محببة للجميع ، فالبشر بطبيعتهم يقدرون الهدايا ويشعرون بالسعادة عند الحصول عليها ، وهذه السعادة تترجم إلى وفاء و ولاء دائم ، وهكذا بدون جهد كبير أو تكاليف باهظة يمكنك أن تحقق نجاحا مستداما وتبني سمعة طيبة تظل معك لسنوات طويلة .
في الختام ، تذكر أن فن التجارة ليس دائما في التعقيد أو الإنفاق الكبير ، بل قد تكون في بعض اللمسات البسيطة التي تصل إلى قلوب الزبائن وتجعلهم يعودون إليك مرة بعد مرة ، إذ أن هدية صغيرة قد تكون بداية لعلاقة طويلة الأمد تتجاوز حدود البيع والشراء لتصبح علاقة ثقة واحترام متبادل .
قطرالندى عزيز دعدوش
