سبعون عاماً مرّت علينا
فقدت فيها الألوان طهرها..
وجئتنا تعود على صهيل الصبح
و تُشهِرُ سيفك على سَكرةِ الجرار
تدورُ بين بيوتِ الثكالى..
وتشعل جلنارةً في رحلة المدار
حتى آخرِ التنهداتِ في البراري ..
حتى آخرِ مدىً يعدو به المحار .
سبعون بحراً أَغْرَقَتْنا
تدخلُ فيها الأماني في الاشتعال ..
تواصل نجوم الليل جَريَها
يورقُ هديلُ الحمامِ فوقها
ويحمل الفناءُ علينا أقواسه
ونواصل العَدْوَ كالمهار
يسافر الصهيلُ من صوتنا
والكل لإشراقتك في انتظار .
سبعون قهراً يُطلِقُ فيها البكاءُ نشيجَه ..
بين استدارة البنادق ..
وبين زرفَةِ النهار
سبعون ذلّاً طوقوا أعناقنا
سبعون شمعة فجأةً للخريف أشعلتَها ..
واكتست الأصابعُ لونَ الزناد ..
تدورُ بين زهرةٍ تطيرُ من فراشةٍ ..
ترتدي فيها المواجعَ ..
والهزائمَ ..
والانكسار .
سبعون غيمة لشجرةِ الصمودِ
ومئاتُ الفصول لغصنٍ وحيدٍ ..
ينادي صارخاً :
ترعى السماءُ مَحمَلَكْ ..
يا أيها السنوار .
أَقْبِلْ إلينا فارساً على صهوة النصرِ
يا أيها السنوار* ..
فلقد ملَلْنا الانتظار ..
فلقد مَلَلْنا الانتظار .
* السنوار في اللغة العربية هو النور المُشعّ من النار المتأججة
د.علي أحمد جديد