مدرسة التيار التجاري، الدكتور محمد العبادي
ظهور تیار جدید عرف بالتیار التجاري أو المركنتیلي ،في بدایة القرن الخامس عشر
مدرسة التيار التجاري
شهدت أوروبا في الفترة الممتدة ما بین القرن الخامس عشر و الثامن عشر ظهور تیار إقتصادي جدید يطلق علیه التیار أو المذهب التجاري.
و قد عرفت بدایة القرن الخامس عشر عدة تحولات أدت إلى
إنهیار النظام الإقطاعي، و ظهور تیار جدید عرف بالتیار التجاري أو المركنتیلي .
إن عوامل ظهور المنهج التجاري.
تجمعت في عوامل عدیدة أدت بهذا التیار إلى البروز ومنها :
-إنهیار الإقطاع و ما رافقه من هجرة رؤوس الأموال من الأراضي الزراعیة إلى المدن مما ساعد على إزدهار التجارة و التبادلات التجارية ، و خروج المجتمع الأوروبي من عهد النظام الإقطاعي المعلق الذي یقوم على الإنتاج والإستهلاك الذاتي إلى نظام السوق الذي یقوم على الإنتاج للمبادلة و التداول، حیث تم الفصل بین المنتج و المستهلك و ظهور التاجر بإعتباره وسيطاً بین عملیة الإنتاج و عملية التوزیع.و هذا ما أعطى الأهمیة بعيداً عن الأراضي الزراعیة ، لرؤوس الأموال كصورة جدیدة لتراكم الثروة القومیة بعد أن كانت متمثلة في أساس العمل الزراعي .
فلقد ساعد هذا الأمر على التراكم الرأسمالي واستخدام النقود كوحدة لمختلف القیم الإقتصادیة، فالنقود هي التي أضفت مرونة كبیرة على المعاملات و سهلت إنتقال الأموال و ساهمت في إزدهار التجارة و العمل و التخصص .
-ظهور سلطة الدولة القومیة :
ظهرت الدولة كتنظیم سیاسي و إقتصادي و أداة لحمایة الطبقة التجاریة و الحرفیة الصاعدة، من
الإقطاعین الذین كانوا یفرضون علیهم ضرائب مقابل السماح لهم بالمرور لممارسة التجارة على أراضیهم،
فالعامل المادي (رؤوس الأموال) هو المحرك الأساسي و الدافع الحقیقي للتقدم و التطور ،
فالثروة هي أهم ما یحقق قوة الدولة، و تعرف على أنها مقدار ما یملكه البلد من المعدن النفیس المتمثل في الذهب و الفضة و بقیة المعادن النفیسة، فهذه المعادن أساس ثروة و قوة الدولة، و لهذا على كل دولة السعي بكل الوسائل للحصول علیها بأكبر قدر ممكن.
و بإختصار یعتقد التجاریون أن المعادن النفیسة مصدر للثروة ومخزن للقیمة.
ثبات حجم الثروة :
یعتقد رواد المدرسة التجاریة أن الثروة الكلیة في الكرة الارضية ثابتة و ینتج عن هذا الثبات في الحجم أن كل ما تكتسبه الدولة من هذه الثروة المتمثلة في المعادن النفیسة إنما یكون على حساب فقدانه
من دولة أخرى، و هذا ما یفسر الطابع الوطني و العدائي لتعالیمهم،
لأن ثراء أي بلد لا یكون إلا على حساب البلدان الأخرى.
الموقف السلبي تجاه المنافسة :
یشجع التجاریون على الإحتكار و التحكم في الأسعار و المنتجات،
و بالتالي فإن لهم موقف سلبي
من المنافسة بین الدول، لأن هذه المنافسة تقلل من حضوض الدولة في الحصول على المعادن النفیسة.
و لهذا فإن الدولة تسعى دائما إلى تحقیق فائض في میزانها التجاري،
و لن یتم لذلك إلا من خلال
استغلال المناجم و الإهتمام بالتجارة الخارجیة من أجل تحقیق فائض في المیزان التجـاري و هذا بزیادة
الصادرات و التقلیل من الواردات.
الدكتور محمد العبادي