مقالات منوعة

سكان الصحراء الكبرى الأصليين و الحاليين

معا نحو كوكب اخضر متجدد، الصحراء , شعوب ورمال

سكان الصحراء الكبرى الأصليين و الحاليين
الصحراء الكبرى من اكبر الصحارى في العالم , وتحتوي على الكثير من الدول والثقافات المتنوعة في جغرافيتها الشاسعة , وجزء من هذه الدول عربية أفريقية وجزء منها أفريقي ألغات , وهي جمعتها شعوب أصلية في الغالب , وهذا يعطيها خصوصية إنسانية وقيمة إضافية لهذه الحضارات المتنوعة , فهي الشاهد الحي على تاريخ البشرية و الإنسان .

تشكل هذه القيمة الحضارية مصدر ثري ومباشر لدراسة التاريخ الإنساني ومراحله وتطوره , وتعطينا هذه المجتمعات تجارب غنية وتاريخية تستحق الدراسة , بل هي ملهم كبير للفلاسفة و كبار الباحثين المهتمين بدراسة التاريخ البشري وحضارة الإنسان القديم والمعاصر وترابطها , وفهم تواصلها وتسلسل مسيرتها التاريخية الطويلة.

سكن البشر هذه المنطقة منذ أن كانت خضراء وغنية بالموارد والخيرات للحياة البشرية وغيرها , بحيث يشكل التنوع توازن طبيعي لأنواع متعددة تعتمد في وجودها على بعضها البعض , من ديدان الأرض وجذورها وكل ما بها من تنوع حيوي , إلى سطح الأرض بكل ما عليه من مظاهر حياة , بما في ذلك الطيور والحشرات المتنوعة, التي تساهم في تلقيح النبات وتعزيز الحياة وتكامل نظامها .

و حسب رؤيتنا لتاريخ هذه الشعوب نميل للحسم بالرأي القائل أنهم في الغالب هم سكان هذه المنطقة الواسعة الأصلين , وهم من سلالات موجودة منذ آلاف السنين في المنطقة , وربما هم من سلالة تلك الأقوام التي عاشت وعاصرة العصر الغني لهذه المنطقة وعاشوا خيراتها واستمتعوا بها .

والطوارق اكبر مثال على هذا القول , ومن يرجع إلى طبيعة حياتهم ونظامها وثقافتهم يدرك فروا إذا كان خبير بتاريخ الشعوب وملم بالحضارات القديمة أن هذه الثقافة تعود لعشرات آلاف السنين , وربما لو درست قصصهم و تراثهم القديم بشكل جدي لاكتشفنا به الكثير من الأدلة على قيمة هذه الحضارة , وربما نجد إشارات كثيرة تدل على أيام الرخاء والخير القديم في تلك المنطقة.

حاليا الصحراء الكبرى مقسمة على عدة دول سبق ذكرها غالبيتها عربية ومنها دول افريقية غير عربية , ولكنها جميعها شعوب مختلطة من المنطقة ذاتها ومن محيطها , ولم يكن في القديم من حدود رسمية تعرف بين الشعوب , بل منطق متعارف عليها تعيش بها بعض الجماعات المستقرة ومناطق تعيش بها قبائل تعتمد على تربية القطعان والمواشي.

قامت هذه الدول في هذا الخط الصحراوي بالاتفاق فيما بينها على بناء جدار اخضر يوقف زحف الرمال المتواصل , وهي إثيوبيا السودان تشاد نيجيريا النيجر بوركينا فاسو السنغال , ولكنها لم تلتزم بتنفيذ هذا البرنامج , وباستثناء السنغال التي بدأت بالعمل على تحقيق هذا المشروع , وما زالت مستمرة في الجدار الأخضر وزراعته في المناطق الخاضعة لسلطتها السياسية.

المطلوب الآن الوقوف الجدي وبحث معيقات هذا المشروع الهام الذي يعني الجميع , بل ويعني الدول التي لا تمر بها الصحراء أيضا , فهي في الجوار وسوف تصل الرمال إليها وتدفنها كما دفنت ما قبلها , وترك الرمال على هواها هي والريح يعني التدمير التدريجي لما تبقى من مناطق قابلة للحياة وتحويلها إلى صحاري قاحلة .
تم

مملكة اطلانتس الجديدة , ارض الحكمة ,
ائتلاف التنمية المستدامة ,
تنمية مستدامة وكوكب اخضر ,

د. رماز الأعرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى