مقالات منوعة

الصحراء والتصحر، – آثار التصحر

- ماهي التكاليف والدراسات المالية لظاهرة التصحر ؟ وهل هناك أمثلة ،

الصحراء والتصحر
– ماهي التكاليف والدراسات المالية لظاهرة التصحر ؟ وهل هناك أمثلة ،
– آثار التصحر

اولاً – التكاليف والدراسات المالية لظاهرة التصحر
ظاهرة التصحر لها تكاليف مالية هائلة على المستوى العالمي والمحلي. تتضمن التكاليف المتعلقة بظاهرة التصحر ما يلي:

– تكاليف الإنعاش البيئي:
لاستعادة الأراضي المتدهورة جراء التصحر وتحويلها إلى أراضي خصبة ومستدامة، يتطلب الأمر جهودًا كبيرة وتكاليف مالية هائلة. وتشمل هذه التكاليف عمليات زراعة الأشجار والنباتات المقاومة للجفاف،
وتنفيذ مشاريع التحسين البيئي مثل إنشاء السدود والتربية على الأراضي والتقنيات المائية المتقدمة.

– تكاليف التأهيل والتدريب:
يتطلب التصدي لظاهرة التصحر تكاليف التأهيل والتدريب للمزارعين والسكان المحليين في المناطق المتضررة. يتضمن ذلك توفير التدريب والمعلومات
حول ممارسات الزراعة المستدامة وإدارة الموارد المائية والتكنولوجيا الزراعية الحديثة.

– تكاليف الأبحاث والدراسات:
تتطلب مكافحة التصحر الدراسات والأبحاث المستمرة لفهم أسباب التصحر وتقييم الآثار المحتملة وتطوير الحلول الملائمة. هذه الأبحاث والدراسات تتضمن تكاليف المعدات والتحاليل والعلماء والخبراء.

– تكاليف البنية التحتية:
لتنفيذ استراتيجيات مكافحة التصحر، قد تحتاج المناطق المتضررة إلى تطوير البنية التحتية المناسبة، مثل شبكات الري والبنية التحتية المائية والطرق والمرافق اللازمة. هذه التحسينات تتطلب استثمارات مالية كبيرة.

– تكاليف الإغاثة والمساعدة الإنسانية:
في المناطق التي تعاني من التصحر، يحتاج السكان المحليون إلى مساعدة إنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الماء والغذاء والإسكان. توفير هذه المساعدة يتطلب تكاليف مالية للحكومات والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية.

ثانياً- وهل هناك أمثلة؟

بالنسبة للدراسات المالية والأمثلة المتعلقة بظاهرة التصحر، هناك العديد من الدراسات التي تم إجراؤها على مستوى العالم لتقدير التكاليف المرتبطة بالتصحر وتأثيرها الاقتصادي.واحدة من الدراسات الشهيرة في هذا المجال هي “تقدير الاقتصاد العالمي للتصحر” التي أعدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والتي صدرت في عام 2018. وتشير الدراسة إلى أن التصحر يكلف الاقتصاد العالمي حوالي 6.3 تريليون دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2050.

بالنسبة للأمثلة، هناك العديد من البلدان والمناطق التي تواجه تحديات التصحر وتعمل على تنفيذ استراتيجيات لمكافحته. على سبيل المثال:

١- الصين:
تواجه الصين تحديات كبيرة في التصحر، خاصة في مناطق شمال غرب البلاد. لذلك، أطلقت الحكومة الصينية مشروع “الجدار الأخضر”، والذي يهدف إلى زراعة حوالي 88 مليون فدان من الأشجار لمنع تقدم الصحراء وتحسين البيئة والتنوع البيولوجي.

٢- دول حوض بحيرة تشاد:
تعاني دول حوض بحيرة تشاد في إفريقيا من تصحر وانخفاض مستوى المياه. تم تنفيذ مشروعات مثل “مشروع الجوف” و “مشروع الري المحلي” بهدف تحسين إدارة الموارد المائية وزيادة الإنتاج الزراعي.

٣- الهند:
تواجه الهند التحديات المتعلقة بالتصحر في مناطق مثل ولاية راجستان وولاية غوجارات. تم تنفيذ مشروعات مثل “مشروع الغابات المجتمعية” و “مشروع الري المحلي” لتعزيز الحفاظ على الموارد الطبيعية وزراعة الأشجار وإدارة المياه.

وهناك العديد من الدول والمناطق الأخرى التي تعمل على مكافحة التصحر وتنفيذ استراتيجيات للتحسين البيئي والاقتصادي في المناطق المتأثرة بالتصحر.

ثالثا – آثار التصحر الاقتصادية
* الآثار الاقتصادية للتصحر:
يؤثر التصحر بشكل كبير على الاقتصادات المحلية والوطنية. قد تؤدي فقدان الأراضي الزراعية وتدهور البيئة الطبيعية إلى تراجع إنتاجية القطاع الزراعي وفقدان فرص العمل وارتفاع أسعار الغذاء. قد يضطر السكان المتضررون إلى الهجرة والبحث عن فرص عمل في المدن، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة.

* الحلول المبتكرة لمكافحة التصحر:
تعمل العديد من الدول والمنظمات على تطوير حلول مبتكرة لمكافحة التصحر. على سبيل المثال، تم استخدام تقنيات الزراعة المائية مثل الري بالتنقيط والزراعة الهيدروبونية لتحسين كفاءة استخدام المياه في المناطق الجافة. كما تم تطوير تقنيات الحفر بالرياح ومحطات الطاقة الشمسية لتوفير مصادر الطاقة المستدامة في المناطق المتضررة.

* التعاون الدولي في مكافحة التصحر: تتعاون الدول على المستوى الدولي لمكافحة التصحر وحماية المناطق الجافة. على سبيل المثال، تم إطلاق مبادرة الحزام والطريق من قبل الصين لتعزيز التعاون في مجال إدارة الموارد المائية والزراعة المستدامة في المناطق المتضررة. كما تعمل الأمم المتحدة ومنظمات أخرى على تعزيز التنسيق وتبادل المعرفة والتكنولوجيا لمكافحة التصحر.

* التأثيرات الاجتماعية للتصحر:
يؤثر التصحر أيضًا على الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المتضررة. قد يزيد التصحر من حدة التنافس على الموارد المحدودة ويؤدي إلى تفاقم الفقر والتهجير. قد يؤثر تدهور البيئة على الثقافة المحلية والممارسات التقليدية المرتبطة بالأراضي الجافة.

* المبادرات الدولية للحد من التصحر: تعمل العديد من المنظمات الدولية على تعزيز الوعي بظاهرة التصحر وتشجيع الدول على اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه المشكلة. على سبيل المثال، تعمل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) على تنفيذ مشروعات لتعزيز قدرات الدول في مجال التصحر وتطوير مشاريع مستدامة لإدارة الموارد الطبيعية. كما تعمل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) على تعزيز التعاون الدولي وتقديم الدعم الفني والمالي للدول لتنفيذ برامج مكافحة التصحر.

تم

اعداد: المهندس حمدي أحمد تش
نائب القائم بتصريف أعمال وزارة الإسكان والتعمير والمدن الذكية
—————————————-

Screenshot

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى