مقالات منوعة

تعايش وانسجام النظام الرعوي مع النظام البيئي الزراعي وتبادل المصالح :

شكل التقسيم الاجتماعي الأول للعمل والإنتاج الاجتماعي بين قبائل رعوية وقبائل زراعية

تنمية مستدامة وكوكب اخضر ,
, في (الصحراء , شعوب ورمال)
د : تعايش وانسجام النظام الرعوي مع النظام البيئي الزراعي وتبادل المصالح :

شكل التقسيم الاجتماعي الأول للعمل والإنتاج الاجتماعي بين قبائل رعوية وقبائل زراعية النواة الأولى للانفصال الحرفي وظهور الحرف والصناع والبنائين وغيرهم , ليشكلوا تقسيم ثالث جديد فرضه الواقع وهو الحرف والمنتجات الضرورية الأخرى ,وبذلك ظهرت الحاجة إلى التجارة وتبادل السلع والمنتجات بين الشعوب , وبذلك ظهرت التجارة وازدهرت كجزء من الهيكلية الاقتصادية للمجتمع البشري .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن النظام الغذائي الأساسي والاستراتيجي لبقاء المجتمع البشري بقي معتمد على هذين النوعين من الإنتاج الاجتماعي , وذلك بحكم تخصص هذين القطاعين في إنتاج الغذاء الأساسي للمجتمع , وبذلك فهي أهم قطاعين استراتيجيين للمجتمع البشري , وتأتي القطاعات الأخرى جميعها لتكمل هذه الحاجة .

وهناك تناغم ما ومصالح مشتركة أيضا بين هذين القطاعين , رغم التناقض القائم بينها عبر التاريخ , المواشي تنتج سماد طبيعي للأراضي الزراعية , وكذلك المواشي تساهم في تجديد الأعشاب والمراعي في حال أحسن إدارة رعيها بشكل مدروس كما فعل الكثير من السكان الأصلين في المنطق الصحراوية الجافة , وكيفية الرعي والتعامل مع الأرض والسماح لها بالتجدد والاستدامة في العطاء .

كما أن المجتمع البشري يبقى بحاجة إلى البروتينات والجلود والصوف والمواد التي يستخرجها من القطعان , للغذاء وغيره من القضايا , واختلفت العلاقة بين القبائل الرعوية و القبائل الزراعية من منطقة إلى أخرى , ولم يخلو الأمر من الصراعات العنيفة و الحروب القبلية بسبب تداخل وتشابك المصالح بينها على موارد المساء ومناطق الرعي , وبسبب تعرض مزروعاتهم للرعي من قبل المواشي في الكثير من الحيان .

وفي مناطق أخرى من العالم وهي كثر مثل عمان إلى الكثير من المناطق في أسيا و أفريقيا وغيرها , يتعايش المزارعين مع وجود الرعاة أو مربيين المواشي , بحيث ينتج المزارعين الأعلاف والمواد الغذائية للمواشي , وتنتج المواشي السماد للأرض والحوم والحليب وغيره من المواد الغذائية الخامات الصناعية الضرورية للإنتاج البشري المتنوع .

وهناك الكثير من المزارعين اليوم الذي يميلون لعمل نظام تكاملي يخلط بين الزراعة و تربية الماشية , ويصبح لدى المزارع إنتاج متكامل من الخضار وفاكهة والحبوب والحوم والحليب وغيرها متشابكة ومتناغمة , الحيوانات تأكل بقايا المزروعات المستدامة مع كال المواسم , والمواشي تسمد الأرض , وتحول من خلال نموها ما كان مواد ضارة وصعبة التخلص منها إلى لحوم وغذاء يكمل النظام الإنتاجي والزراعي .

وفي شرق أسيا مثل تايلاند وفيت نام هناك نظام زراعي حديث يقوم على تربية الأسماك في برك ماء , ويتم استخدام ماء البرك هذا لري المحاصيل الزراعية , بحيث تسمد الأسماك الماء بما تلقيه به من مواد عضوية , وتربى الحيوانات الداجنة بشكل متنوع ينسجم مع ظروف المزرعة التكاملية ,

ويقام نظام طبيعي متكامل بناء على توازن وتناغم حاجات أنواع مختلفة من التربية النباتية و الحيوانية وجميعها تعتمد على بعضها وفق نظام نقي صحي متوازن وطبيعي يلبي حاجت العصر التي أصبح تميل إلى العودة والى النظام الغذائي الطبيعي البعيد عن الكيميائيات والمواد الغير طبيعية المستخدمة في الزراعة الحديثة والإنتاج الغذائي بشكل عام .

نحذر في هذا السياق من الوقوع في المفاهيم المتخلفة حول موضوع البداوة والثقافة البدوية , بحيث يرى البعض أنها ثقافة متخلفة وقديمة ولا تصلح لتكون ثقافة حضارية , قابلة للحياة العصرية , نجيبه بلا تردد ,,

حياة البادية و الترحال هي الحياة الأصلية للإنسان العاقل ومنها انطلق , وهي الثقافة الأكثر أصالة من جميع الثقافات التي عرفتها البشرية بعدها , لكونها ثقافة متناغمة ومنسجمة مع الطبيعة ونظامها , وثقافة تحترم الطبيعة والحياة , وعلينا التعلم منها ومن خبراتها , ومساعدة أهل البادية و سكانها على البقاء والحفاظ على ثقافتهم و مساعدتهم في تطورهم , والبحث معهم في كيفية تطوير حياتهم من جميع النواحي بدون إلحاق الضرر بثقافتهم الأصلية , بل رقمنتها وتحديثها بشكل علمي منسجم مع واقعها وظروفها
.
أن سكان البادية بالضرورة إن يصحبوا حراسها وحماتها , مراقبين لحركتها وتفاعلها , ومطلعين إلى جانب خبراتهم على العلوم الحديثة ويعرفون استخدامها , ليتمكنوا من المواجهة الحدسية والعلمية والتقنية معا , وباختلاط هذه مع خبراتهم الأصلية القديمة التي تتجاوز بتراكمها عشرات آلاف السنين نكون قد حققنا عدة أهداف مجتمعة معا وجميعها تصب لصالح الإنسان والحياة والبشرية و التناغم البيئي , و أعطينا كلا حاجته ومكانه ووضعنا الخبرات الحقيقية في مكانها الصحيح و بتناغم مع التقنيات العلمية المجدية .
(معا نحو استعادة ما ابتلعته الصحراء وإعادة الكوكب اخضر)
تم

مملكة اطلانتس الجديدة , ارض الحكمة ,
ائتلاف التنمية المستدامة ,

رماز الأعرج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى