ترتبط ظاهرة العولمة اساسا بنمو الاقتصادي الرأسمالي الذي لا يعرف التوقف عند حد معين، فقد تطورت الرأسمالية من برجوازيات صغيرة ثم تعولمت محليا لتشكل الدول القومية خاصة في أوروبا في القرنين الثامن والتاسع عشر، والمقصود بالعولمة المحلية هو أن الحالة البرجوازية نتيجة تطورها الاقتصادي وحاجتها للسوق والمواد الأولية، احتاجت لفضاء جغرافي وثقافي وسياسي واقتصادي، فكانت الدولة القومية في أوروبا هي الاستجابة لها بل كانت ضرورة لاستمرارها، وبعد التطور الداخلي للحالة البرجوازية، ووصولها الى المرحلة الرأسمالية، كان لابد من أسواق أوسع للمواد الأولية والسلع المصنعة فكانت الحروب الاستعمارية لتأمين ذلك وللمحافظة على استمرارية النظام الرأسمالي،
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز الاتحاد السوفييتي كقائد لعولمة من نوع آخر هي العولمة الاشتراكية، نجد أن الحرب الباردة بين امريكا والاتحاد السوفييتي السابق هو في حقيقته أو في احد اهم جوانبه صراع بين عولمتين، عولمة رأسمالية وأخرى اشتراكية، وكان الاتحاد السوفيتي يملك من المقومات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ما يجعله يقف في وجه العولمة الرأسمالية، بل ويسقط احيانا بعض رموز الرأسمالية في العالم،
إذا أن المسألة بالنسبة للرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كانت قضية حياة أو موت أي أن التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية لها كان عليها أن تسقط الآخر لتستمر في مسارها التصاعدي وبالفعل كان لها ذلك مع تفكك الإتحاد السوفيتي وإنهيار النطاَم الإقتصادي الاشتراكي السوفيتي.
وبعد ذلك ابتدع مفكروا ومنظروا الرأسمالية اسما جديدا للنظام الرأسمالي وهو النظام العالمي الجديد .
وفي ظل هذا الوضع الجديد كان هناك أمور جديدة طرأت على ظاهرة العولمة منها :
1- اكتساح تيار العولمة مناطق مهمة في العالم مثل دول أوربا الشرقية والصين وحتى الوطن العربي وروسيا.
2 – الزيادة الكبيرة في تنوع السلع والخدمات التي يجري تبادلها بين الدول وتنوع أساليب وطرق الترويج لها وسهولة وصولها إلى المستهلك.
3 – ارتفاع نسبة السكان داخل كل دولة التي تتفاعل مع العالم الخارجي لاسيما في ظل ثورة المعلومات والاتصالات.
4 – النشاط المتزايد والفعال للشركات متعددة الجنسيات في مجال تبادل السلع وانتقال رأس المال والمعلومات والأفكار. واتخاذها العالم ككل مسرحاً لعَملياتها.
5 – بروز طاهرة التجارة الإلكترونية بشكل أكبر والتي سهلت عمليات التبادل التجاري والاستثمارات وذلك بالاعتماد على وسائل الإتصال الحديثة التي تؤمن سهولة كبيرة في الحصول على المعلومات اللازمة وتنفيذ عمليات التبادل.
المصادر :
د محسن أحمد الخضيري، مقدمة في فكر واقتصاد عصر اللا دولة،
د، ماجد شدود، العولمة، مفهومها، مظاهرها،
ائتلاف وزارات مملكة اطلانتيس الجديدة (أرض الحكمة)
وزاره الاسكان والتعمير والمدن الذكية
الإعلامي أسامة كيوان
