الرصاص معدن سام تفوق مخاطر استعماله المحتملة كل الفوائد المأمولة. تاريخياً، تم استعمال الرصاص في الدهانات، السيراميك، الفخار، الكريستال، الأنابيب والسباكة، البطاريات، الأسلاك، الكابلات والذخيرة. يحدث التسمم بالرصاص بسبب تراكمه في الجسم على مدى أشهر أو سنوات. عبر السنين حلت البدائل الأكثر أماناً محل الرصاص في الكثير من الاستعمالات، عدا الاستعمال الأخير فما زالت عبقرية البشر (وانسانيتهم الفائقة) تبحث عن ذخيرة قاتلة لا تلوث البيئة!
التعرض للرصاص واسع الانتشار عالمياً، ويزداد بشكل خاص في مناطق الحروب بسبب تلوث البيئة بغبار الرصاص الناتج عن المتفجرات، تدمير البنى التحتية وخطوط الأنابيب، انهيار البيوت القديمة، انتشار الرصاص من الطلاء (القديم) وأنابيب المجاري القديمة، استعمال المواد الملوثة في البناء والغذاء، تلوث المياه، تعطل الصرف الصحي، عدم اتخاذ تدابير السلامة المناسبة، نقص البنية التحتية للرعاية الصحية، تشريد السكان وانهيار الخدمات.
يترافق التعرض للرصاص والتسمم به مع أمراض الجهاز العصبي والعظام والكلى وكذلك مع اضطراب إنتاج الهرمونات في الجسم. قد يتظاهر ذلك باضطرابات الهرمونات التناسلية والتأثير على الصحة الإنجابية عند الذكور والإناث، ضعف أو فرط نشاط الغدة الدرقية وتأخر النمو. تشمل الأعراض عند الأطفال صعوبة التعلم، فقدان الوزن والشهية، الآلام البطنية المعندة على العلاج، التعب المستمر وحدوث فقر الدم غير واضح السبب. أما عند الكبار فيحدث ارتفاع ضغط الدم، آلام المفاصل والعضلات، تغيرات الذاكرة، الصداع، الآلام البطنية، فقر الدم واضطرابات المزاج.
يعتمد التشخيص على اختبار مستوى الرصاص في الدم، ويتطلب العلاج تحديد مصدر التسمم وتجنبه، واستعمال الأدوية المناسبة بإشراف طبي.
التوصيات
الوقاية هي الأساس لمنع حدوث التسمم بالرصاص
يجب تثقيف الجمهور بشأن المصادر المحتملة للتعرض للرصاص والتدابير الوقائية
يجب طلب المعونة الطبية في حالات الشك
يجب إجراء اختبارات منتظمة لمستوى الرصاص في الدم للأطفال في المناطق المعرضة للخطر
يجب إجراء اختبار مستوى الرصاص في الدم عند وجود الأعراض المشبه بها
يجب مراقبة جودة الماء والتربة
يجب منع استعمال المواد التي تستعمل الرصاص في الخدمات
يجب البحث عن مصادر بديلة للمياه في حال الشك، لأن غلي الماء لا يزيل الرصاص منه
يجب عدم السكن لفترات طويلة في الأبنية المهدمة جزئياً
النظافة الشخصية والحذر مهمين جداً للوقاية.
أخيراً،
يتطلب حل مشكلة التعرض للرصاص والتسمم به في مناطق النزاعات المسلحة إصلاح البنى التحتية وتوفير الدعم والموارد الأساسية، ويتم ذلك بتضافر جهود السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية الدولية.
د بشار الأفندي
إئتلاف الوزارات في مملكة أطلانتس الجديدة
أرض الحكمة
وزارة الإسكان والتعمير والمدن الذكية
المهندس عمار حنفي