أي دولة لا تنال شرف إستضافة البطولة إلا بتقديم وعود والتزامات بيئية. . فالمدن المستضيفة تلتزم بتوفير وسائل نقل صديقة للبيئة مثل قطارات الأنفاق والدراجات الهوائية وتلتزم بتدوير نفايات الدورة، على الاقل 70% منها، والمطاعم والمتاجر تستخدم أغلفة وعلبا قابلة للتحويل إلى سماد. . ومن الإشتراطات البيئية أن 20% من الطاقة في الميدان الأولمبي لابد أن يكون من مصادر متجددة وغالبا لا يتعدى 9%، وأن تكون 20% من مواد الإنشاء من مصادر معاد تدويرها. . والمدهش أن الخطة المتعلقة بإعادة التدوير وإعادة الإستعمال لن تقتصر على القوارير والعلب وأغلفة السندوتشات، بل أن بعض الملاعب سيعاد تدويرها، فمباريات القدم سوف تقام في ملعب يمكن تفكيكه ونقله وإعادة استعماله بعد إنتهاء البطولة، وهذا يبشر بعصر جديد حيث يمكن إقامة أحداث رياضية كبرى في ملاعب متنقلة.
وإستكمالاً لسلسلة المعايير والإشتراطات التي تجعل من الرياضة صديقة للبيئة نذكر أن الملاعب تزخر بالحدائق ومسطحات خضراء أشبه بمحميات طبيعية. . وكذا يتم تخفيض كمية ماء الشرب الذي يستهلك في المنشآت الرياضية الجديدة بنسبة 40% بتركيب أدوات صحية كفؤة والري بماء غير صالح للشرب. . ويلزم أن يكون الملعب أخف وزناً 75 في المئة من المنشآت الرياضية القديمة التقليدية. . ناهيك عن كون الميدان الأولمبي يضم موئلا للحياة البرية مساحة 45 كهتار يحوي 525 صندوقا لتعشيش الطيور و 150 للوطاويط. . ومما يشترط أيضا هو جعل الألعاب محايدة كربونياً، بما في ذلك مقايضة انبعاثات السفريات الدولية.
– (كيف تقدم المدينة نفسها كمدينة خضراء؟). . هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه فلقد أصبحت البيئة رقماً صعباً في معادلة إستضافة وإقامة الأحداث والفعاليات المليونية مع تنامي النشاط الصناعي بشكل ضخم للغاية في الآونة الأخيرة وتنامي معدلات بصورة غير مسبوقة. . فلم تعد اللجان المسئولة عن إختيار المدن التي تستضيف الفعاليات الرياضية الضخمة يسيل لعابها أمام ملفات المدن الصناعية الكبرى في العالم، بل على العكس أصبح النشاط الصناعي اللا محدود وغير الملتزم تجاه البيئة عنصراً طارداً لإستضافة الفعاليات. إذ كيف نأتي بمليون إنسان إلى مصيدة التلوث والعوادم والغازات
سعيد ولدعربية محمد