من البديهيات و القوانين الأساسية في الحياة أن لكل فعل له رد فعل مساوي له وإن جميع تفاعلاتنا في الحياة يحكمها نفس القانون، فعندما نقوم بشيء إيجابي أو سلبي سيعود إلينا بشكل أو بآخر، مرات عديدة قمنا بأعمال العطاء، و عاد إلينا بطرق غير متوقعة بشكل مضاعف، و هناك مرات عديدة قمنا فيها بأعمال سلبية، نسيناها لكنها عادت إلينا بشكل معين، فبكل تأكيد الأمر لا يقتصر على الوحود المادي فقط، هناك مرحلة ما بين البعد المادي و الروحي، فعند الخروج من الجسد تحصل التصفية الطاقية،التي نشاهد من خلالها شريط الحياة بكافة تفاصيله، وليس من منظورنا فقط، بل من منظور كل الاشخاص الذين تفاعلنا معهم على الأرض، بحيث ان كل الأشخاص الذين قمنا بالتعامل معهم بحب و عطاء سنشعر بالسعادة التي شعروا بها بسببنا و بشكل مضاعف، بينما الأشخاص الذين تعاملنا معهم بشكل سيء أو سببنا لهم الحزن، سنشعر بحزنهم بنفس النمط، إلا إذا تم الصفح بحيث سيعود على من صفح و سامح بطاقة إيجابية معادلة لما تعرض له من طاقة سلبية أو أكثر، جميع هذه الأمور يعلمها جيدا من خاض تجربة الاقتراب من الموت، وبهذه المرحلة الوجيزة يتوقف القلب في المستشفى أو في أي مكان آخر، ثم يحصل الطفو خارج الجسد، و الإنتقال إلى أبعاد ما وراء الزمان و المكان والمادة و رؤية تفاصيل الوجود بشكل عام كأن الوعي الروحي يتحرر من محدودية وعي الجسد، وقد مر الملايين حول العالم بهذالتجربة بإختلاف ثقافتهم، وتبين من خلال الأمور التي تم رؤيتها ان كل شيء من حولنا يشعر طاقتنا و يسجلها، كالمنزل مثلا الغرف الاماكن والطبيعة والحجر و الشجر، لقد ذكر احد الأشخاص أنه لما رأى شريط الحياة، مر عليه موقف كان واقفا بجانب شجرة، و قام بكسر غصنها بلا مبالاة لأنه كان متوتر، و ٱكتشف إن الشجرة تألمت كثيرا بهذا الأمر، و شعر بنفس حزنها، كما أنه لاحظ ان كل مرة كان يمر بتلك الشجرة، كانت تخاف منه لأنها تعرفه من طاقته، و هذا ما يرينا أننا لا نشعر بكل شيء لكن كل شيء يشعر بنا، فسبب عدم شعورنا بمحيطنا، و التناغم مع الطبيعة و الوجود، هو أننا نركز على وعي الأنا و لا ندرك اننا جزء من الكل، وفي تجربة اخرى رأت إحدى الفتيات كل لحظة من وجودها، بحيث بدأت الصورة البانورامية برجل ينتظر خارج المستشفى بتركيز كبير و يكلم الحارس و يستفسر، فعرفت الفتاة أنه ابوها الجسدي ينتظر لحظة ولادتها، قامت بإخباره بهذا الأمر عندما عادت إلى الحياة بعد الإنعاش، و لم يصدق ما قالته و ظن أن أمها هي التي اخبرتها بهذا الأمر، كذلك الأم ظنت أن الأب هو من قام بذلك، كما ذكرت الفتاة أيضا أنها رأت شخصا من العائلة لم تكن تطيقه في الحياة بسبب معاملته السيئة، لكنها إكتشفت أن الأمر كان ظرفي و طاقي، لأن كل شيء يحصل في العالم المادي ظرفي و طاقي، و الذي حصل بعد ان رأت هذا الشخص هو أنها تقمصته، و رأت شريط حياته بالكامل، و ادركت أن سبب تصرفاته السيئة، هو الطاقة السلبية التي جمعها على مدى سنوات حياته جراء الظروف الصعبة والقاسية التي مر بها، و معاملته السيىة كانت عبارة عن تفريغ لا إرادي لهذه الطاقة، لذلك سامحته و تبدل الكره إلى حب غير مشروط، وهذا يرينا كيف إننا دائما نرى الحياة من وجهة نظرنا الضيقة و لا نعرف ظروف الجميع، لذلك أعظم شيء نفعله ما دمنا في العالم المادي، هو تخيل أننا نرى الحياة من منظور الجميع حتى نرى الحقيقة و تكتمل الصورة، و هذا هو الوعي الروحي الشامل، كل من خاض تجربة الاقتراب من الموت، شعروا بصلة وطيدة بكل البشر والموجودات، و كان بالإمكان قراءة الخواطر و تقمص وعي الأشخاص و معرفتهم كأنهم إمتداد روحي، فبعد الإنتهاء من مرحلة النفق الشفاف الذي يشبه المجرة و يعرض فيه شريط حياة الأفراد و الكون، يتم الوصول إلى أبعاد نورانية لا يمكن تجاوز حد معين، وإلا لن يستطيعوا العودة إلى العالم المادي، و لم يكن أحد منهم يريد العودة بسبب شعور الإنتماء و الحب الغير مشروط، و الراحة التي تفوق الوصف وغيرها من المشاعر التي لا تشبه أي شيء في الوجود المادي حيث تختلف كل الحواس و كل شيء يشع بالنور والسرور، ومن الأحداث التي تحدد الهدف من التجربة الأرضية، قصة رجل تعرض لحادث سير عندما كان يقوم بقيادة دراجة نارية فشعر كأنه يطفو خارج الجسد، و مر بنفس الخطوات الى أن وصل إلى نور عظيم غير محدود و شعر بإنجذاب عظيم له، لو بحثنا في أعماق وعينا الروحي قد نتذكر صورة مشابهة سواء حصلت قبل تجسدنا، أو ستحصل بعد خروجنا من مرحلة الجسد، لأن البعد الروحي بدون زمان أو مكان، عندما قابل النور العظيم الذي لا حدود له، جال في خاطره سؤال عن سبب كل الطاقات السلبية التي تعيش فيها الأرض و الفرقة و الصراع، فرآى جبلا هائلا على اليسار تحول إلى فتات، ثم عاد يجتمع عن اليمين أحسن مما كان، لتكون هذه إشارة على أننا سنعرف الجمع بعد الشتات، و سنعرف النور بعد الظلام و سنعرف الإرتقاء بعد الإنخفاض، وهذا مايؤكده عندنا نذهب لأماكن لا نعرفها ونحس ونشعر بأننا كنا أو أتينا سابقا إلى هذا المكان، أو نرى أشخاصا لا نعرفهم، ندرك وبشكل قاطع إننا نعرفهم، لذلك إذا أردنا الإرتقاء إلى أبعاد عليا، يجب المرور من الأبعاد الدنيا، والطاقات السلبية التي نتعرض لها هنا ستشحن لنا واقع بديع في أبعاد أرقى،.
كن ذاك كن النور أعرف حقيقتك
ائتلاف وزارات مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة
وزارة الإسكان والتعمير والمدن الذكية
إعداد غادة إسماعيل