مقالات منوعة

لعبة التنافس على تشاد بين روسيا والغرب.. من سيفوز؟

تشاد #تبحث عن مصالحها# ولم تعادِ الغرب #إرضاء لروسيا

لا تتوانى تشاد عن اقتناص الفرص للاستفادة من الصراع المحتدم بين الغرب وروسيا بإفريقيا، ولا تفوت أية مناسبة لتحقيق أهدافها من التنافس بين القوى الراغبة في نفوذ أكبر خاصة بغرب ووسط إفريقيا.
وفي سبيل ذلك فهي تتبع سياسة اللعب على الحبلين واستغلال الظروف الإقليمية المتعلقة بحرب السودان واستضاف آلاف اللاجئين السودانيين وما يحدث في النيجر ومالي من تنامٍ لنفوذ موسكو، ثم ما نتج عن سقوط نظام بشار الأسد وحاجة روسيا الى مقر جديد لقواتها بإفريقيا.

الاقتراب على ابتعاد
يرى المراقبون أن التنافس الروسي الغربي يصب في صالح تشاد التي تجيد الاقتراب والابتعاد في نفس الوقت والتأني في أوقات عديدة، فهي لم تختر الذهاب بأقصى سرعة إلى المعسكر الروسي بالتعاقد الكامل مع موسكو كما فعلت دول مجاورة لها، ولا هي قطعت كامل الود مع فرنسا والغرب.
ولعل خصوصية التي تحظى بها تشاد وسط محيط إقليمي عرف انقلابات وحروب وصراعات، فيما هي احتفظت إلى حد ما باستقرارها وتماسكها رغم الأزمة التي خلفها مقتل رئيسها السابق إدريس ديبي عام 2020، هذه الخصوصية هي التي جعلت البلاد قادرة على إحداث توازن في علاقاتها بين المعسكرين وتحديد توجهها في كل مرحلة حسب الهدف الذي تتوخاه من كل طرف، حتى حجم التنازلات لم يكن كبيرا بل إن تشاد وقفت الند للند في الكثير من الأحيان مع حلفائها وشركائها الغربيين.

في هذا الصدد يقول الباحث السياسي عيسى نداو إن “العديد من المراقبين يلحظون أن هناك فروقا جوهرية بين تشاد وغيرها من دول وسط وغرب إفريقيا فيما يخص تفاعلها مع مستجدات المنطقة، فهي من جهة حريصة على لعبة التوازنات وأيضا المصالح التي ستجنيها من كل طرف”.
ويشير في حديثه لـ “العربية.نت” إلى أنه حتى حين قررت تشاد إنهاء تعاونها العسكري مع فرنسا لم تقم بطرد القوات الفرنسية كما فعلت مالي أو إرغام السفير الفرنسي على الرحيل كما فعلت النيجر، بل إنها اتخذت القرار على خلفية استيائها من عدم انخراط القوات الفرنسية المتواجدة بتشاد في الحرب على الإرهاب، وفي إطار يسمح لها بإعادة التوازن في علاقاتها العسكرية مع شركاء آخرين يستجيبون لمصالحها بشكل أفضل من دون أن تتخلى عن الشراكة الاستراتيجية مع باريس.
ويضيف “كما أنها لم تقطع علاقاتها بفرنسا إرضاء للروس… ولم تصل العلاقات الفرنسية التشادية إلى مستوى القطيعة حتى الآن، ما يفتح الباب أمامها لإعادة تشكيل تحالفاتها الإقليمية والدولية بالشكل الذي يرضيها وأن تكون لها حرية الاختيار خاصة في ظل تنامي حضور لاعبين جدد في المنطقة”.
تشاد مختلفة عن دول الساحل
يشير الباحث إلى أن ما يجري من تطورات في علاقة تشاد بفرنسا ينطبق على علاقات تشاد عامة مع جل دول الغرب، فلا هي قطعت علاقاتها معهم أو طرد قواتهم، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن تشاد مرتبطة عسكريا وأمنيا بمستعمرها السابق فرنسا أكثر من دول الغرب.
المصدر: العربية نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى