سوريا تنفض غبار الحرب.. مدارس تفتح أبوابها وكنائس تقرع أجراسها
تقارير سياسة# سوريا# تنفض غبار الحرب#مدارس تفتح أبوابها# وكنائس تقرع أجراسها
سوريا تنفض غبار الحرب.. مدارس تفتح أبوابها وكنائس تقرع أجراسها
15 ديسمبر 2024 22:04 مساء
قراءة 4 دقائق
سوريا تنفض غبار الحرب.. مدارس تفتح أبوابها وكنائس تقرع أجراسها
سوريا تنفض غبار الحرب.. مدارس تفتح أبوابها وكنائس تقرع أجراسها
شارك
«الخليج» – متابعات
رويداً رويداً تنفض سوريا غبار أعوام من الحرب، إذ عاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية الأحد، بعد أن أمرت الإدارة الجديدة للبلاد بفتح أبواب المدارس، كما عادت الكنائس لفتح أبوبها أمام المصلين، في إشارة قوية إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها بعد مرور أسبوع على وصول قوات الفصائل الفلسطينية للعاصمة دمشق ومغادرة بشار الأسد.
وتواجه القيادة الجديدية في سوريا تحدياً هائلاً لإعادة بناء البلاد التي عاشت حرباً أهلية استمرت 13 عاماً وراح ضحيتها مئات الآلاف من الناس، وشهدت الحرب تسوية مدن بالأرض، وتضرر الاقتصاد بسبب العقوبات الدولية، في حين لا يزال ملايين اللاجئين يعيشون في مخيمات خارج سوريا.
وقال مسؤولون لوكالة أنباء رويترز إن معظم المدارس ستفتح أبوابها في جميع أنحاء البلاد الأحد، غير أن بعض الآباء لم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس بسبب غموض الوضع.
ووقف تلاميذ مبتهجين في باحة مدرسة ثانوية للبنين في دمشق صباح اليوم، وصفقوا عندما كان أمين المدرسة رائد ناصر يعلق علم السلطات الجديدة.
وقال ناصر: «كل الأمور جيدة. التجهيزات على أكمل وجه. لأن إحنا داومنا بالفترة الماضية يومين ثلاثة علشان نجهز المدرسة بكافة التجهيزات اللازمة لعودة الطلاب الآمنة للمدرسة، مدرسة (جودت الهاشمي) ما صار فيها شيء، أي خدش، ما حدا قرب».
وفي أحد الفصول الدراسية، لصق أحد الطلبة العلم الجديد على الحائط.
وقال الطالب صلاح الدين دياب «متفائل ومسرور كل السرور. يعني أنا كنت بمشي بالشارع خائف انسحب عسكرية كذا (الاستدعاء للتجنيد)، يعني بمشي على الحاجز (نقطة التفتيش) مقبوض قلبي كذا».
وبينما تشرع سوريا في محاولة إعادة البناء لا يزال المجتمع الدولي يشكل مواقفه الجديدة إزاء هذا البلد بعد أسبوع من انهيار الحكومة.
كنائس تقرع أجراسها
وبخلاف الطلاب في البلد الذي هيمنت غمامات الحرب على ربوعه لأكثر من عقد، عبّر مسيحيون، حضروا قداس الأحد بكاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس بمدينة اللاذقية الساحلية في شمال غرب سوريا، عن فرحتهم بفتح أبواب الكنائس مجدداً، وكذلك عن أملهم في أن يحظى دينهم باحترام القيادة الجديدة في البلاد.
وهذا هو أول قداس أحد يحضره المسيحيون في أنحاء سوريا بعد أن تسلمت الفصائل المسلحة أركان الدولة، إذ طلبت سلطات الكنيسة الأحد الماضي من أتباعها الابتعاد عن دور العبادة وسط اضطرابات اجتاح خلالها المسلحون العاصمة دمشق وغادر بشار الأسد البلاد.
ورأَس مطران اللاذقية وتوابعها أثناسيوس فهد قداس اليوم وسط حضور كثيف من المصلين في أجواء صباحية معتدلة، وقال المطران لرويترز «الأحد الماضي تفاجأنا مثل ما تفاجأ الشعب السوري كله بالتغير الذي حصل. وأكيد صارت تخوفات كتيرة، وخاصة عند اللي بيسمون أقليات. إحنا مانا أقليات لأنو إحنا من أهل البلد».
وأضاف «ولكن أكيد كتير من الهواجس والتساؤلات والتخوفات لأن صار شي طبيعي فوضى في الشارع، ما في دولة، سقطت دولة وانهارت كل مؤسسات الدولة والأمنية والعسكرية والبوليسية والرسمية والمدنية».
وتابع قائلاً إنه بينما نزح كثير من المسيحيين إلى مناطق أخرى في السابق، فإن المناطق الساحلية مثل المناطق المحيطة باللاذقية لم تتأثر.
وأردفت مسؤولة في الكنيسة لرويترز أن المسيحيين تلقوا الكثير من التطمينات، وأن أعضاء في هيئة تحرير الشام تواصلوا مع المطران، معبرة عن الأمل في عودة حياة المسيحيين في سوريا إلى سابق عهدها.
وقالت لرويترز «نشكر الله إن كان فيه كتير تطمينات وشوفنا إن كذا مرة طلعوا أعضاء الهيئة عند سيدنا وكان فيه تطمينات وكان فيه هيك. وإن شاء الله بتكون كل الأمور على خير يا رب. وإن شاء الله بنرجع على حياتنا مثل ما كانت من قبل وأحسن بكتير ونعيش بقى في سوريتنا الحلوة».
وقالت لرويترز «ديني إلي، دينك إلك، بس الوطن لكلياتنا».
رفع العقوبات؟
ومن أجل دعم إعادة الإعمار، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن خلال زيارته إلى دمشق الأحد، عن أمله في رفع العقوبات الغربية عن البلاد.
وقال في بيان نشره مكتبه: «نأمل أن يتم رفع العقوبات بسرعة حتى نتمكن حقاً من إعادة إعمار سوريا.. هذه ليست عقوبات الأمم المتحدة، هذه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وربما عدد قليل من الدول الأخرى».
ووصل بيدرسن الأحد، إلى دمشق في أول زيارة له بعد انتهاء حكم الأسد، حيث أكد ضرورة أن تبدأ مؤسسات الدولة بالعمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها.
وقال إنه من المهم عدم انهيار مؤسسات الدولة في سوريا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد في أسرع وقت ممكن، كما أكد المبعوث الأممي أهمية أن نرى مساراً سياسياً حقيقياً يجمع كل الأطياف في سوريا.
وكان بيدرسن زار دمشق في نوفمبر الماضي، لبحث استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية المتوقفة منذ منتصف عام 2022.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن دبلوماسيين كباراً من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية اجتمعوا في الأردن السبت واتفقوا على ضرورة أن تحترم الإدارة الجديدة في سوريا حقوق الأقليات.
المصدر: نبض – الخليج ( متابعات)