هناك بالفعل تقارب جيني بين الأشخاص المتشابهين (غيتي)
احتمالات العثور على شبيهك # نفس #الجينات #العالم # بحوث
بخلاف التوائم المتطابقة الذين يشتركون في نفس الجينات تقريبًا، هل لدينا جميعًا شبيه في مكان ما؟ وما احتمالات أن تجد هذا الشخص الذي يشبهك في مكان ما حول العالم؟ لسنوات عديدة، بحث العلماء عن إجابات ولم يحالفهم الحظ.
استنادًا إلى عدد السكان المتزايد، يتوقع سبيكتور أن يكون لدينا شبيه واحد على الأقل في مكان من العالم، وربما لكل واحد منا نسخ متعددة من شكله، ويضيف: “وجود مجموعة واسعة من الخصائص والسمات بين البشر يزيد من احتمال تكرارها بأكثر من طريقة، وتشكل في النهاية نمطا متشابها، لكن المشكلة تكمن في نسبة التشابه بين الأشخاص، فكل شخصين متشابهين بنسب معينة”.
في حين تبدو الاحتمالات العلمية لا حصر لها في هذا الشأن، لا يبدو الأمر بهذه البساطة بالنسبة لعلماء آخرين. على سبيل المثال، عام 2015، أجرت عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة أديليد في أستراليا، تيجان لوكاس، دراسة لتقييم وجوه ما يقرب من 4 آلاف شخص لا تربطهم صلة قرابة، لتحديد المسافات بين ملامح الوجه واحتمالات أن تكون هذه المسافات مشتركة على نطاق واسع.
الدراسة التي نُشرت في “جورنال أوف ليغال ميديسن”، تحت عنوان “هل الوجوه البشرية فريدة من نوعها؟”، قارنت بين هؤلاء الأشخاص من حيث 8 قياسات للوجه، و8 قياسات للجسم، لترى مدى تشابههم حقًا. وتضمنت بعض قياسات الوجه والرأس الدقيقة للغاية التي تشير إليها الدراسة طول الأذن ومحيط الرأس والمسافة بين مركزي الحدقتين اليمنى واليسرى.
بقياس مسافات الوجه بدقة، تبين أن فرصة التطابق التام لأبعاد الوجوه معدومة تمامًا، إذ وجد الباحثون أن احتمال مشاركة 4 قياسات مع شخص آخر كان أقل من واحد في المليون، في حين كان احتمال مشاركة 8 قياسات أقل من واحد في تريليون، مما يقلل من احتمال وجود ثنائي من الأشخاص المتشابهين مع اختلافات طفيفة.
تقول لوكاس التي قادت الدراسة، في تصريحات للجزيرة، “حتى إذا أخذت شيئًا بسيطًا مثل الأذن، فإن الأذن فريدة من نوعها بين كل فرد وهناك خصائص تشريحية كافية في الأذن، بحيث يمكننا التعرف على شخص ما من خلال الأذن”، وتضيف: “كانت لدي حالات مثل هذه. قام شخص ما بسرقة بنك وكان يرتدي قناعًا، وكانت أذنه بارزة، وقمنا بمقارنتهما”.
بالنظر إلى قياسات بقية الجسم، وجد الباحثون أن احتمالات وجود توأمين غريبين كانت أكثر قتامة، وبناءً على 8 قياسات، فإن الفرصة تكون أقل من 1 في كوينتيليون (مليون تريليون)، هذا لأن هذه القياسات أكبر، وبالتالي يكون نطاقها أكبر، مما يعني أن هناك فرصة أقل لمطابقة الأشخاص مع بعضهم البعض.
ووفقًا للوكاس، “كلما أخذت في الاعتبار مزيدا من القياسات، قل احتمال تطابق شخص ما مع آخر بنسبة 100% في طريقة التشابه الحقيقية”، وتضيف: “قد يبدو شخصان متشابهين للغاية للعين المجردة، ولكن عندما تبدأ في القياس، لن يتطابقا مع بعضهما بعضا، وهذا ما يجعل استدعاء أحد الشهود للتعرف على وجه أحد المشتبه بهم غير موثوق به للغاية”.
كيف تجد شبيهك؟
لحسن الحظ، بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالخوف من رؤية أشباههم، تقول النتائج التي خلصت إليها دراسة لوكاس وفريقها إن فرص وجود شبيه لك يشترك معك في نفس مظهر الوجه والجسم تكاد تكون مستحيلة.
لكن إذا كنت ممن يتساءلون عما إذا كانوا قد يتمكنون من العثور على شبيه لهم بين أكثر من 8 مليارات شخص حول العالم، فلا داعي لليأس. هناك كثير من الخيارات المتاحة أمامك لمعرفة الشخص الذي يتطابق معك، هذا إذا كان هناك بالفعل شبيه يمكنك العثور عليه.
هذا الشغف الدائم بالأشخاص المتشابهين جعل المواقع والتطبيقات التي تدعي مطابقة المستخدمين مع أشباههم عبر الإنترنت تحظى بشعبية واسعة النطاق، بما في ذلك “توين سترينجرز” و”آي لوك لايك يو” و”صب ريديت دوبلغينغر”.
تعلن هذه المجموعة من المنصات عبر الإنترنت عن قدرتها على اكتشاف الأشخاص المتشابهين ضمن مجموعات المستخدمين الخاصة بها، وهناك مواقع أخرى تدلك على توأمك من المشاهير.
كل ما عليك فعله هو تحميل صورة لنفسك على برنامج التعرف على الوجه، وسيظهر توأمك الغريب، لكن كثيرا ممن فعلوا ذلك أُصيبوا بخيبة الأمل، لأن مجرد التشابه مع شخص ما لا يعني أنك ستكون متشابهًا، لذلك كن حذرًا، فربما لا يروقك مدى اختلاف الشخصية مع شبيهك، وقبل كل ذلك، توخ الحذر، فقد تشارك معلومات شخصية يمكن أن تعرض هويتك للخطر.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية