مقالات منوعة

قبل دونالد ترامب… رئيس أمريكي واحد عاد إلى البيت الأبيض بعد الخسارة

ترامب# ثاني رئيس أمريكي#غروفر كليفلاند#ثاني رئيس 1884#1892

 

بات دونالد ترامب ثاني رئيس أمريكي يعود إلى المنصب بعد خسارته في انتخابات سابقة. وكان غروفر كليفلاند أول من حقق ذلك، إذ شغل منصب الرئيس الأمريكي الـ22 ثم الـ24.
وقد انتُخب كليفلاند لأول مرة عام 1884، لكنه خسر إعادة انتخابه في عام 1888 لصالح بنيامين هاريسون. ومع ذلك، فاز كليفلاند في الانتخابات الرئاسية مرة أخرى في عام 1892، ليكون الرئيس الوحيد في التاريخ الأمريكي الذي شغل فترتين غير متتاليتين حتى لحق به ترامب في انتخابات 2024. فمن هو غروفر كليفلاند؟

Screenshot

تقول دائرة المعارف البريطانية إن غروفر كليفلاند وُلد في 18 مارس/ آذار من عام 1837 في كالدويل بنيو جيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوفي في 24 يونيو/ حزيران من عام 1908 في برينستون بنيو جيرسي.

وكان ابنًا لريتشارد فالي كليفلاند، وهو قس مشيخي متجول، وآنا نيل. وقد أجبرته وفاة والده في عام 1853 على ترك المدرسة من أجل إعالة والدته وأخواته.
ترامب حقق نصراً كبيراً، وهاريس تقرّ بخسارتها، فكيف كانت الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
وبعد العمل ككاتب في شركة محاماة في بوفالو بنيويورك، قُبل في نقابة المحامين في عام 1859 وسرعان ما دخل السياسة كعضو في الحزب الديمقراطي.

وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) استدعي للخدمة العسكرية، لكنه استأجر بديلاً حتى يتمكن من رعاية والدته. كان ذلك الإجراء مكفولاً بالقانون، ولكن من شأنه أن يجعله عرضة للهجوم السياسي في المستقبل.
في عام 1863، عُيّن مساعداً للمدعي العام لمقاطعة إيري في نيويورك، وتولى منصب عمدة المقاطعة بين عامي 1870 و1873.
رغم خلفيته السياسية المتواضعة ونجاحه المحدود كمحامٍ، أطلق هذا المحامي غير الطموح من بوفالو ما يشبه “الصعود الصاروخي” في السياسة الأمريكية.
في عام 1881، وبعد ثماني سنوات من تنحيه عن منصب العمدة، رشّحه الديمقراطيون في بوفالو لهذا المنصب مرة أخرى، متذكرين خدمته الصادقة والفعالة، ليحقق فوزاً سهلاً في الانتخابات.
وفي منصبه كرئيس تنفيذي لمدينة بوفالو، عُرف بلقب “عمدة الفيتو” بسبب رفضه المتكرّر لمشاريع الإنفاق التي رأى فيها هدراً أو فساداً.
في عام 1882، حصل كليفلاند على ترشيح حزبه لمنصب حاكم نيويورك، وتمكن من سحق خصمه الجمهوري بفارق تجاوز 200 ألف صوت. كحاكم، اكتسب سمعة عالية بفضل تفانيه في العمل، وصدقه، والتزامه الثابت بالمبادئ.

في الانتخابات الرئاسية لعام 1884، سعى الديمقراطيون لاختيار مرشح يناقض بوضوح المرشح الجمهوري جيمس جي. بلين، الذي دفعت سمعته السيئة بالكذب والفساد المالي فصيلاً من الجمهوريين إلى الانسحاب من حزبهم. كانت صورة كليفلاند على النقيض تماماً، وبدا من المرجح أن يجتذب أصوات المنشقين عن الحزب الجمهوري إلى بطاقة الحزب الديمقراطي، ففاز كليفلاند بترشيح الحزب بسهولة.
لكن خلال الحملة الانتخابية، تعرضت صورة كليفلاند كبديل نزيه لبلين لضربة كبيرة عندما اتهمه الجمهوريون بإنجاب طفل خارج إطار الزواج قبل نحو عشر سنوات. وبينما كان الجمهوريون يهتفون بتهكم: “أمي، أمي، أين أبي؟”، لم يفزع كليفلاند، وطالب قادة الديمقراطيين “بقول الحقيقة”.
والحقيقة، كما اعترف كليفلاند، هي أنه كان على علاقة بوالدة الطفل، ماريا هالبين، ووافق على تقديم الدعم المالي لها عندما أعلنت أنه الأب، رغم أنه لم يكن متأكداً تماماً من صحة هذا الادعاء. في المقابل، واصل الديمقراطيون الهتاف مقارنين بين سمعة كليفلاند النظيفة وسمعة بلين، قائلين: “بلين، بلين، جيمس ج. بلين، الكذاب من ولاية مين”.
وفي أواخر الحملة الانتخابية، تعرض بلين لموقف محرج، حين هاجم أحد أنصاره في تجمع جماهيري في نيويورك الكاثوليك الأيرلنديين، الذين كان بلين يأمل في كسب تأييد العديد منهم. ورغم وجود بلين عندما قيلت الكلمات الجارحة، إلا أنه لم يسارع إلى النأي بنفسه عنها، مما أضرّ بصورته. وفي النهاية، حُسمت الانتخابات بأصوات ولاية نيويورك، التي خسرها بلين لصالح كليفلاند بفارق أقل من 1200 صوت.

بصفته رئيساً، واصل كليفلاند التصرف وفقاً للمبادئ التي ميّزت ولايته كعمدة وحاكم. وقد عزز رفضه للتدابير المسرفة والفاسدة مكانته بين المواطنين الذين قدّروا أمانته وشجاعته.
نال كليفلاند الفضل في اثنين من أهم التدابير التي أقرتها الحكومة الفيدرالية في ثمانينيات القرن التاسع عشر؛ إذ أقرّ قانون التجارة بين الولايات في عام 1887، الذي أنشأ لجنة التجارة بين الولايات كأول وكالة تنظيمية في الولايات المتحدة، وأقرّ أيضًا قانون داوز لتخصيص الأراضي العامة في العام نفسه، والذي أعاد توزيع أراضي المحميات الأمريكية الأصلية على أفراد القبائل.
وفي عام 1886، تزوّج كليفلاند، الذي عاش عازباً طوال حياته، من فرانسيس فولسوم، ابنة شريكه القانوني السابق. وقد أثبتت فرانسيس، التي كانت أصغر من زوجها بـ 27 عامًا، أنها سيدة أولى تحظى بشعبية كبيرة.
وعلى ما يبدو، كان الزواج سعيدًا، رغم أنها اضطرت خلال الحملة الرئاسية لعام 1888 إلى نفي الشائعات التي نشرها الجمهوريون بأن كليفلاند كان يعتدي عليها أثناء نوبات غضب ناتجة عن السُكْر.

الفوز بولاية ثانية
أمضى كليفلاند السنوات الأربع من رئاسة هاريسون في مدينة نيويورك، حيث عمل في شركة محاماة بارزة.
وعندما أقر الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، وإدارة هاريسون رسوم “ماكينلي” الجمركية المرتفعة للغاية في عام 1890، مما أدّى إلى تلاشي الفائض في الخزانة وسط موجة إنفاق هائلة، بدا الطريق ممهداً لانتصار الديمقراطيين في انتخابات عام 1892.
في عام 1892، فاز كليفلاند بترشيح الحزب الديمقراطي للمرة الثالثة على التوالي، ثم هزم هاريسون ومرشح الحزب الشعبوي جيمس ب. ويفر، بأغلبية بلغت 277 صوتاً انتخابياً مقابل 145 صوتًا لهاريسون، ليصبح بذلك أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُنتخب لفترتين غير متتاليتين. وفي عام 2024، انتُخب دونالد ترامب أيضاً لفترة ولاية ثانية غير متتالية.
ومع بداية فترة ولاية كليفلاند الثانية، غرقت الولايات المتحدة في أسوأ كساد اقتصادي شهدته البلاد حتى ذلك الوقت. وأعلن كليفلاند حينها أن الحكومة لا تستطيع فعل شيء لتخفيف معاناة الآلاف من المواطنين الذين فقدوا وظائفهم ومنازلهم ومزارعهم، ما أدى إلى تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها.
وجاء تعامله مع إضراب “بولمان” عام 1894 ليزيد الأمور تعقيداً، حيث بدا اهتمامه بمصالح الشركات الكبرى أكثر من اهتمامه بمصالح الأمريكيين العاديين.
المصدر
بي بي سي عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى