متطلبات تحقيق الإكتفاء الغذائي الذاتي في البلاد العربية
الاكتفاء الغذائي الذاتي في المجتمعات# (( الجزء الأخير ))# امثلة ناجحة للامتفاء الغذائي الذاتي
أولاً-متطلبات تحقيق الإكتفاء الغذائي الذاتي في البلاد العربية
يمكن للدول العربية تعزيز الاكتفاء الذاتي في الزراعة من خلال تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات التي تركز على تحسين الإنتاج الزراعي، وزيادة الاستدامة، وتعزيز التعاون. ومن هذه الاستراتيجيات السياسات :
*تطوير السياسات الزراعية:
عبر وضع إستراتيجيات وطنية واضحة وسياسات زراعية شاملة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الاكتفاء الذاتي.
وتوفير حوافز مالية، مثل القروض الميسرة والدعم المباشر للمزارعين، لتشجيعهم على زيادة الإنتاج.
*تحسين البنية التحتية:
عبر تطوير شبكات الري وإنشاء وتحديث نظم الري لتقليل الفاقد من المياه وتعزيز كفاءة الاستخدام.
وتطوير الطرق والمرافق لنقل المنتجات الزراعية بكفاءة من المزارع إلى الأسواق.
*تعزيز البحث والتطوير:
بتبني استثمار في الأبحاث الزراعية ودعم الجامعات ومراكز البحث لتطوير تقنيات زراعية جديدة تتناسب مع الظروف المحلية.
والعمل على تحسين الأصناف المحلية من المحاصيل لتكون أكثر مقاومة للأمراض والظروف المناخية الصعبة.
*توسيع استخدام التكنولوجيا:
عبر استخدام الزراعة الذكية
وتطبيق تقنيات الزراعة الجغرافية (Precision Agriculture) لاستخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة.
وتشجيع استخدام الزراعة المائية والزراعة العمودية في المناطق الحضرية لتوفير الغذاء.
*تطوير البرامج التعليمية والتدريبية:
عبر تدريب المزارعين
وتنظيم دورات تدريبية لتحسين مهارات المزارعين في الزراعة المستدامة وإدارة الأعمال.
ونشر الوعي حول أهمية الاكتفاء الذاتي
وفوائد الزراعة المحلية.
*تعزيز التعاون بين الدول:
تبادل المعرفة والخبرات
وإقامة شراكات مع دول أخرى لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الزراعة.
والتعاون في مشاريع زراعية مشتركة لتحسين الأمن الغذائي في المنطقة.
*تشجيع الزراعة العضوية:
بتوفير الدعم للزراعة العضوية وتقديم حوافز للمزارعين الذين يتبنون ممارسات الزراعة العضوية.
وتسويق المنتجات العضوية وتعزيز تسويق المنتجات العضوية محليًا ودوليًا.
*تعزيز الأمن المائي :
ويتم عبر إدارة المياه بشكل فعال وتحسين استراتيجيات إدارة المياه لمواجهة تحديات الجفاف وتغير المناخ.
وتطوير تقنيات تحلية المياه و الاستثمار في تقنيات تحلية المياه لتوفير مصادر إضافية للمياه.
* تسويق المنتجات المحلية:
يتوجب إنشاء أسواق للمزارعين وتطوير أسواق محلية لتمكين المزارعين من بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين.
و تنظيم حملات توعية لتعزيز استهلاك المنتجات المحلية.
*الاستثمار في الزراعة المستدامة :
عبر تطوير الزراعة المستدامة وتشجيع استخدام تقنيات الزراعة المستدامة التي تحافظ على البيئة وتزيد من الإنتاجية.
وحماية التنوع البيولوجي و العمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي في الزراعة وتطوير أصناف محلية.
*تقديم الدعم الفني والمالي :
ويتم عبر توفير استشارات زراعية وتقديم خدمات استشارية للمزارعين لتحسين إدارة مزارعهم.
وتسهيل الوصول إلى التمويل ودعم إنشاء برامج تمويل مخصصة للمشاريع الزراعية.
*تحفيز التجديد والابتكار :
بتشجيع الشركات الناشئة ودعم الابتكارات في التكنولوجيا الزراعية من خلال تقديم حوافز للشركات الناشئة.
وتعزيز البحث وتطوير الحلول المحلية لمواجهة التحديات الزراعية.
بتنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكن للدول العربية تعزيز الاكتفاء الذاتي في الزراعة، مما يؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.
ثانياً – أمثلة ناجحة للاكتفاء الغدائي الذاتي في المجتمعات
هناك أمثلة ناجحة للاكتفاء الذاتي في بعض الدول والمجتمعات التي حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال:
١- كوبا:
اعتمدت كوبا الزراعة الحضرية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، واعتمدت كوبا على الزراعة الحضرية بشكل كبير. تم إنشاء حدائق في المدن لتزويد السكان بالخضروات الطازجة، مما ساعد على تقليل الاعتماد على الواردات وزيادة الأمن الغذائي.
حيث اعتمد المزارعون هناك على الزراعة العضوية واستخدام الأسمدة الطبيعية، مما ساهم في تعزيز إنتاج المحاصيل.
٢- هولندا:
اعتمدت على الزراعة الذكية وتعتبر هولندا من أبرز الدول في استخدام التكنولوجيا الزراعية. وتستخدم تقنيات الزراعة المائية والزراعة العمودية لزيادة الإنتاجية في المساحات المحدودة.
على الرغم من حجمها الصغير، أصبحت هولندا واحدة من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
٣- البرازيل :
حققت برنامج “زراعة من أجل الحياة هذا البرنامج يدعم الزراعة المستدامة في المجتمعات الريفية، مما يزيد من إنتاج المحاصيل الأساسية ويعزز الأمن الغذائي.
و يشجع على زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، مما يقلل من الاعتماد على محصول واحد ويعزز الاكتفاء الذاتي.
٤- الإمارات العربية المتحدة
اتبعت الامارات الزراعة العمودية واستثمرت الإمارات في الزراعة العمودية والتكنولوجيا الزراعية الحديثة لتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية.
وعملت على تطوير مزارع تعتمد على تقنيات مثل الزراعة المائية، مما ساعد في تحقيق إنتاج محلي للأغذية.
٥- أيسلاند
اعتمدت تربية الحيوانات المستدامة وتستخدم أيسلندا أساليب زراعية مستدامة في تربية الماشية، مما يساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم والألبان.
و تدعم الحكومة الزراعة البيئية وتحافظ على التنوع البيولوجي، مما يعزز الأمن الغذائي.
٦- قرى في الهند
باعتماد الهند نموذج القرى المستدامة و اتخذت خطوات نحو الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة العضوية وتطوير أنظمة الري المستدامة.
وتعزيز التعاون بين المزارعين المحليين لتبادل المعرفة والموارد.
٧-جنوب أفريقيا
عبر مشاريع الزراعة المجتمعية تم إنشاء مشاريع زراعية مجتمعية في المناطق الريفية في أفريقيا لتعزيز الأمن الغذائي من خلال زراعة المحاصيل الأساسية.
و تشجيع الزراعة التقليدية والمحلية، مما يعزز الاكتفاء الذاتي ويقلل من الاعتماد على الواردات.
٨- نيوزيلندا:
باعتماد الزراعة المستدامة وتشجع نيوزيلندا على استخدام تقنيات الزراعة المستدامة للمحافظة على التربة والمياه، مما يعزز الإنتاج المحلي.
و تلعب دورًا كبيرًا في تصدير المنتجات الزراعية، مما يدعم الاقتصاد المحلي.
٩- اليابان
اعتمدت اليابان الزراعة الحضرية واستخدمت أساليب الزراعة الحضرية في المدن الكبرى لتلبية احتياجات السكان من الخضروات.
واستثمرت في التكنولوجيا الزراعية لتحسين الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الواردات.
١٠- الولايات المتحدة :
ان الحركة الزراعية المحلية في أمريكا متزايدة نحو الزراعة المحلية والمزارع العضوية التي تشجع على استهلاك المنتجات المحلية.
وإنشاء أسواق للمزارعين حيث يمكن للمزارعين بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين.
تُظهر هذه الأمثلة كيف يمكن للدول والمجتمعات تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال استراتيجيات متنوعة تشمل الابتكار، التعاون، والزراعة المستدامة.
.تم.
المصدر
الأبحاث الأكاديمية والتقارير الحكومية
منظمة الأغذية العالمية
FAO
إعداد: المهندس حمدي أحمد تش