لقد عانى العالم من الحروب العالمية
الاولى والثانية وهاتان الحربان من أكثر الأحداث تأثيراً في تاريخ البشرية، حيث تركتا آثاراً عميقة على المجتمعات والاقتصادات والسياسات الدولية.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة، يطرح الكثيرون سؤالًا محورياً هل نحن على أعتاب حرب عالمية جديدة؟
في ظل ما نشاهده اليوم من احداث على الساحة العالمية بدءاً بالحرب الروسية الاوكرانية والصراع الاسرائيلي الفلسطيني والعدوان على غزة ،ودخول إيران واليمن على ساحة الصراع وحرب لبنان وموجة الاغتيالات السياسية ، والحشد على اطراف الكوريتين ، و ازمة الصين وتايوان واستعداهما لحرب محتملة .
فهو اشارة إلى الصراع بين القوى الكبرى.
عندما تتزايد التوترات بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا. النزاعات الإقليمية، مثل تلك الموجودة في أوكرانيا أو بحر الصين الجنوبي، قد تؤدي إلى تصعيد غير متوقع.
وإذا ألقينا نظرة على التحالفات العسكرية اليوم نراها متعددة مثل حلف الناتو ومنظمة شنغهاي للتعاون، ودول البريكس يمكن أن تسهم في تصعيد النزاعات، حيث يمكن أن تُجرّ دول متعددة إلى الصراع بسبب التزاماتها الدفاعية. وهذا لا يبشر بالخير لا على العكس قد نسمع طبول الحرب قريباً .
وخاصة ان اقتصاد العديد من الدول مابين شبه إنهيار اوانهيار كامل .
و قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين الدول. حيث تعاني العديد من الدول من ضغوط اقتصادية قد تدفعها إلى اتخاذ قرارات متطرفة.
ستكون هذه الحرب المحتملة مختلفة تماماً عن سابقتيها ، وذلك بسبب
التطور السريع في التكنولوجيا العسكرية، مثل الأسلحة النووية والطائرات بدون طيار، يزيد من خطر اندلاع صراع عالمي. فوجود أسلحة دمار شامل يجعل أي مواجهة عسكرية أكثر خطورة.
وهذا ماتبشر به النزاعات المستمرة في مناطق مثل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى يمكن أن تؤدي إلى تصعيد أكبر إذا تدخلت قوى كبرى لدعم طرف على حساب آخر .
يمكن أن تندلع صراعات صغيرة بين الدول الكبرى عبر دعم أطراف متنازعة، مما يؤدي إلى تصعيد غير مباشر .
أي حادثة غير متوقعة في هذه الاحداث الجارية، مثل اشتباك عسكري بين قوتين كبيرتين، يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل متسلسلة تؤدي إلى حرب شاملة.
و قد تؤدي الأزمة الاقتصادية الكبيرة إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية، مما يزيد من احتمالية الصراع.
في حال حدوث حرب عالمية جديدة، ستكون التداعيات كارثية .
ستتسبب الحرب في خسائر بشرية هائلة، حيث ستكون الحروب الحديثة أكثر تدميراً بفضل التكنولوجيا المتقدمة.
ستؤدي الحرب إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل سلاسل الإمداد، مما سيؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير.
ستنتج عن الحرب موجات من اللاجئين والنزوح، مما يضع ضغوطاً إضافية على الدول المستقبلة.
إن استخدام الأسلحة المتطورة يمكن أن يؤدي إلى تلوث واسع النطاق وفقدان التنوع البيولوجي.
بينما لا يمكننا التنبؤ بدقة حدوث حرب عالمية ثالثة، فإن العوامل الحالية تشير إلى وجود مخاطر حقيقية. يتطلب الأمر تعاوناً دولياً وجهوداً دبلوماسيةً قوية لتجنب التصعيد وتحقيق السلام العالمي. إن الوعي بتداعيات الحروب يجب أن يكون دافعاً للمجتمعات والدول للعمل نحو حلول سلمية للنزاعات القائمة.
أعتقد أن هجوم عسكري من جانب إيران قد يكون مبالغ فيه. على الرغم من أن العلاقات بين البلدين قد توترت في السنوات الأخيرة بسبب النزعات السياسية والإقليمية،
إلا أن تحديد الوقت لاحتمال وقوع حرب عالمية هو توقع لا احد يرغب به .
يجب علينا جميعاً العمل معاً من أجل بناء جسور التفاهم والتعاون بين الدول، وتعزيز الحوار والحلول الدبلوماسية لحل النزاعات وتفادي الصراعات الكبرى. بالعمل المشترك والتعاون الدولي، يمكننا تجنب سيناريوهات الحرب العالمية والسعي نحو عالم أكثر سلاماً واستقراراً للجميع.
أتمنى أن يظل السلام والحوار هما الخيارات الأساسية للدول في تعاملها مع القضايا الدولية المعقدة، وأن يسود الفهم المتبادل والاحترام بين الأمم. إن حرب عالمية هي سيناريو لا نرغب في تحقيقه، وينبغي علينا جميعاً العمل بجدية لتحقيق السلام والاستقرار في العالم بأسره.
الدكتور محمد العبادي