حوار مع الدكتور
محمد العبادي
الخبير الاقتصادي والعسكري
فالانسان لم يمتلك من قبل وسائل تدمير مماثلة ولم يستطع القلق على مستقبل العالم كما هو عليه الامر هذا اليوم
ان مخاطر اتساع الخطر وشموله متزايد في هذا العالم الذي يزداد اضطرابه يوما فيوما
هذا التراكم في التناقضات يزيد اضطراب الامن خطوره ويشجع علي تسارع السباق نحو التسلح. وتزداد الحكومات ميزانيتها العسكرية وآثارها المدمرة
وعن هذه الآثار الناجمة عن الحروب كان لنا حوار مع الدكتور محمد العبادي الخبير العسكري والاقتصادي نرحب بك سيدي الدكتور محمد العبادي ويسعدنا ان نستضيفك في هذا الحوار كخبير عسكري واقتصادي
س ١ ) من الواضح في العالم أن الحروب زادت و ان. حوالي ١٣٠ حربا اندلعت منذ الحرب العالمية الثانية وقد جرت في بلدان العالم الثالث ومعظم الاسلحة المستخدمة فيها تم الحصول عليها عن طريق التجارة الدولية للسلاح اليس كذلك ؟؛
والتى تركت آثارها العميقة على المجتمعات والدول كيف تري الصورة الي ما آل عليه العالم اليوم وما انعكاسات هذه الحروب
ج ١- نعم تعتبر الحروب من الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تترك آثاراً عميقة على المجتمعات والدول. ومن بين هذه الآثار، يبرز تأثير الحرب على الاقتصاد، حيث يمكن أن يكون لهذا التأثير جوانب إيجابية وسلبية.
في أوقات الحرب، تزيد الحكومات من ميزانياتها العسكرية بشكل كبير. يتم توجيه الموارد المالية نحو تطوير الأسلحة، وتجهيز القوات، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الصناعات العسكرية ، وتحفيز بعض القطاعات الاقتصادية على الانتاج وزيادة الارباح .
س ٢) الحروب لها تأثيرات خارجية كما ذكرت سلبية كبيرة على البلدان المجاورة. أما بالنسبة للبلدان البعيدة فقد تكون التأثيرات إيجابية : فالحروب تخلق أيضاً فائزين وخاسرين في الاقتصاد العالمي. برايك من المستفيد والفائز في هذه الحروب ومن الخاسرين أيضا والانعكاسات المترتبة عليهم
ج ٢) على الرغم من الأضرار الكبيرة التي تلحق بالاقتصاد، قد تستفيد بعض القطاعات مثل الصناعة الدفاعية، والإنشاءات، والخدمات اللوجستية. حيث يمكن أن تؤدي الحرب إلى خلق فرص عمل في هذه المجالات مع الارادة القوية في التطوير والتحديث .
وهذا لا ينفي التبعات الكارثية للحروب على الاقتصاد وعلى المجتمع .
غالباً ما تتسبب الحروب في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية، مثل الطرق والمدارس والمستشفيات. هذا التدمير يتطلب استثمارات ضخمة لإعادة الإعمار بعد انتهاء النزاع، مما قد يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.
تؤدي الحروب إلى نزوح السكان، مما يخلق تحديات اقتصادية جديدة للدول المستضيفة للاجئين، بالإضافة إلى فقدان القوى العاملة في الدول المتضررة.
وأيضاً على الصعيد الاجتماعي تظهر لنا الأبعاد الاجتماعية السلبية حيث
تساهم الحروب في تفشي الفقر والبطالة، مما يزيد من معدلات الجريمة والفساد. كما تؤدي إلى تفكك الأسر والمجتمعات.
اما الأبعاد السياسية يمكن أن تؤدي تلك الحروب إلى تغييرات جذرية في الأنظمة السياسية، حيث قد تظهر حكومات جديدة أو تتغير السياسات الاقتصادية بشكل كبير.
ولا يمكننا ان ننسى تأثير الاقتصاد الحربي وأبعاده على البيئة، غالباً ما تتسبب الحروب في تدهور البيئة نتيجة استخدام الأسلحة والتلوث الناتج عن العمليات العسكرية، مما يؤثر على الموارد الطبيعية.
سؤال٣
الا ترى دكتور العبادي كل صراع من هذه الصراعات خلفه أبعاد اقتصادية لها ابعادها وتداعياتها هي التي تشغله أو تحركه أو تغذيه
كيف تفسر ذلك كحبير، اقتصادي وسياسي ؟!
ج ٣)
أن اقتصاد الحرب. له تداعياته كبيرة
حيث تواجه الدول تحديات كبيرة في إعادة بناء اقتصاداتها المنهك وقد تستمر آثار الحرب لفترة طويلة، مما يؤثر على الاستدامة الاقتصادية والنمو.
وذلك بسبب تزايد الديون المتراكمة فالاقتراض لتمويل الحروب وإعادة الإعمار، مما يؤدي إلى ضغوط مالية طويلة الأمد.
يمكن أن تؤدي الآثار الاقتصادية للحرب إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والعرقية، مما يزيد من احتمالية حدوث نزاعات مستقبلية.
س٤
تهيمن الحروب على العالم وتترك آثارًا عميقة على الأشخاص والمجتمعات، إذ
تعد صدمات الحروب من أقسى التجارب التي قد يمر بها الإنسان، والتي قد تُخلف نتائج سلبية طويلة الأمد على الحياة الشخصية، مع ذلك؛ فهناك طرق مهمة للتعافي من هذه الصدمات،لاستعادة الامل والاستقرار ؟!
كيف ترى ذلك وكيف يمكن التعافي من ويلات هذه الحروب برأيكم ؟!
ج٤)
على الرغم من التحديات، قد تفتح الحروب أفاقً جديدة للسلام والتنمية من خلال إعادة تقييم السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
إن اقتصاد الحرب يمثل ظاهرة معقدة تتداخل فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع إمكانية رؤية تدهور بعض القطاعات خلال النزاع، فإن الآثار السلبية غالباً ما تكون أكثر وضوحاً وطويلة الأمد.
يتطلب التعافي من آثار الحرب استراتيجيات شاملة تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والسياسي لضمان عدم تكرار النزاعات في المستقبل.
إذن تُخلّف الحروب بشكلٍ عام العديد من الأضرار البشرية والمادية، والمعنوية والنفسية، كما أنَّها تهدد الأمن القومي للدولة، ويعد الشعب هو الأكثر تضرراً منها، فهو ركيزة أساسية وأهم عنصر من عناصر الدولة
لابد من وضـع خطـط واستراتيجيات لمعالجـة آثـار السلبية من خلال اتخاذ إجراءات شـاملة تعالـج جميـع الاثـار الناتجـة علـى مختلـف المسـتويات قادرة على إعادة إدارة عجلة الحياة، وتقوية المجتمعات كجـزءاً مـن خطـط التنميـة والتطويـر
نشكر الدكتور محمد العبادي الخبير الاقتصادي والعسكري علي هذا الحوار الهادف والبناء
أجرت الحوار
الإعلامية الدكتورة
اسماء لاشين