المجتمع الدولي يكيل بمكيالين في التعامل مع الإبادة الجماعية في غزة،، د. جميل مشيقب
الوضع في غزة يأخذ بعدًا خاصًا من حيث تعقيداته وعمق معاناة السكان
تتجلى الأزمات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم لكن الوضع في غزة يأخذ بعدًا خاصًا من حيث تعقيداته وعمق معاناة السكان. فبينما تشتعل الأوضاع العسكرية وتظهر صور الفظائع على الشاشات يبقى رد فعل المجتمع الدولي غالبًا متباينًا مما يثير تساؤلات حول معايير العدالة والمساواة في التعامل مع الأزمات.
– الفجوة في الاستجابة الدولية
يبدو أن المجتمع الدولي يتبنى سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالصراعات. ففي حين تُفرض عقوبات صارمة على دول معينة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان نجد أن الوضع في غزة يشهد تهاونًا ملحوظًا. انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الإسرائيلية تُقابل في كثير من الأحيان بتصريحات عامة غير ملزمة دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف العنف.
– تأثير الإعلام والسياسة
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وغالبًا ما يتم توجيه الضوء نحو أزمات معينة بينما تُهمل أخرى. هذا التوجيه يؤثر على كيفية استجابة الحكومات والمنظمات الدولية. في حالة غزة نجد أن التأثير الإعلامي يتضارب مع المصالح السياسية لبعض الدول مما يؤدي إلى عدم اتخاذ إجراءات حقيقية.
– دعوات للعدالة والمساواة
تتزايد الدعوات من المنظمات الإنسانية والحقوقية لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة حيث يطالب المتظاهرون بضرورة وجود استجابة دولية أكثر فاعلية. يجب أن تتجاوز هذه الاستجابة التصريحات وتتحول إلى أفعال ملموسة تشمل الضغط على الأطراف المعنية لوقف العنف وتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين.
إن الكيل بمكيالين في التعامل مع الأزمات الإنسانية يعكس عمق الفشل في تحقيق العدالة والمساواة. يتطلب الوضع في غزة من المجتمع الدولي أن يتجاوز المصالح السياسية الضيقة وأن يتخذ خطوات حقيقية لوقف الإبادة الجماعية، وضمان حقوق الإنسان لكل فرد بغض النظر عن موقعه الجغرافي أو خلفيته السياسية.
د.جميل مشيقب