العام الدراسي الجديد: آفاق التعليم وبناء الأجيال في عصر التكنولوجيا” — د. ماجد حميد النعيمي
عام دراسي جديد فرصة جديدة للتقدم والبناء
يُطل علينا كل عام دراسي جديد كفرصة جديدة للتقدم والبناء، ليس فقط على مستوى التحصيل العلمي، بل على مستوى التربية الأخلاقية والقيمية. فهو موسم تتحد فيه المؤسسات التعليمية مع الأسر في سبيل تشكيل شخصية الطالب المتكاملة، القادرة على مواجهة تحديات العصر التكنولوجي الحديث. وفي ظل هذه التحولات الرقمية السريعة، يبقى الهدف الأسمى هو إعداد جيل متعلم ومسؤول يعكس الأخلاق الحميدة والعلم النافع.
*آفاق المؤسسات التعليمية:*
إن المؤسسات التعليمية تلعب دورًا محوريًا في توجيه الطلبة نحو مستقبل مشرق، حيث تتحمل مسؤولية كبيرة في توفير بيئة تعليمية متطورة تواكب تطورات العصر. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: *”يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”* (المجادلة: 11). وهذه الآية تؤكد على أن العلم هو أساس التقدم والرفعة.
وعلى المؤسسات التعليمية أن تسعى لتطبيق أحدث الأساليب التربوية والتعليمية، التي تأخذ بعين الاعتبار تقنيات العصر الرقمي وتهيئة الطالب للتفكير النقدي والإبداعي.
*دور الأسرة:*
الأسرة هي الركن الأساسي في دعم العملية التعليمية. فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: *”كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”* (صحيح البخاري). الأسرة تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في متابعة أبنائهم وتنشئتهم على الأخلاق الحميدة، وتقديم الدعم المعنوي لهم في رحلتهم التعليمية.
وفي ظل التحديات التكنولوجية المعاصرة، يجب أن تكون الأسرة مرشدة للطلبة في كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل إيجابي يعود عليهم بالفائدة، ويبعدهم عن تأثيرات الاستخدام السيء.
*انعكاسات التعليم على المجتمع:*
لا شك أن نجاح العملية التعليمية ينعكس إيجابًا على المجتمع بأسره. فالتعليم هو المفتاح الرئيسي للنهوض بالمجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة. وكما قال الشاعر:
*”العلم يبني بيوتًا لا عماد لها **والجهل يهدم بيت العز والشرف”*
فالتعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على وظيفة أو منصب، بل هو وسيلة لتطوير الفرد والمجتمع على حد سواء. وكلما زادت مستويات التعليم، زادت فرص الابتكار والإبداع، مما يعود بالنفع على الوطن والأمة.
*أهمية بناء الطلبة في عصر التكنولوجيا:*
يعيش الطلاب اليوم في عصر يتسم بالتطور التكنولوجي المتسارع، مما يتطلب بناء جيل قادر على التعامل مع هذه التقنيات بشكل صحيح. وعلى الرغم من الفوائد الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا في تسهيل العملية التعليمية، إلا أنها تأتي أيضًا مع تحديات تتعلق بالأخلاق والقيم. وهنا يأتي دور التعليم والتربية في توجيه الطالب نحو الاستخدام الأمثل لهذه الأدوات، وتعلم مهارات التفكير الناقد والتحليل والابتكار.
كما قال الله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق” (العلق: 1)، هذه الآية تدعونا جميعًا إلى العلم والقراءة، وهو ما يجب أن نغرسه في نفوس أبنائنا منذ الصغر.
إن العام الدراسي الجديد ليس مجرد بداية لرحلة تعليمية فحسب، بل هو فرصة لكل من الأسرة والمؤسسة التعليمية للعمل معًا لبناء أجيال تمتلك العلم والأخلاق معًا. فالتعليم هو الأساس الذي يرتكز عليه أي مجتمع قوي ومتماسك، والتكنولوجيا هي الوسيلة التي يمكن من خلالها تعزيز هذا التعليم. ولكن يبقى الهدف الأسمى هو بناء إنسان متوازن قادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل بإيمانٍ راسخ وعلمٍ نافع.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،، أ. *ماجدحميدرشيدالنعيمي*