مقالات منوعة

صفحات من “التاريخ الأسود” لكرة القدم، اعداد: د. سعيد ولد عربية محمد

أدت الرياضة تاريخيا دورا هاماً في جميع المجتمعات وكانت بمثابة منبر تواصل قوي يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام

أدت الرياضة تاريخيا دورا هاماً في جميع المجتمعات وكانت بمثابة منبر تواصل قوي يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام، كما أنها شكلت في أحيان كثيرة سببا في تأجيج حروب ووقائع مميتة ظلت ذاكرة الناس تحتفظ بها، فالرياضة ستظل إحدى أكثر الأدوات فعالية في نشر السلام كما أنها يمكن أن تكون عكس ذلك.

موسوليني وهتلر والرياضة

شكلت الرياضة وتحديداً كرة القدم العامل الرئيسي لموسوليني في فرض فكره الفاشي على العالم أجمع وبدأ في تغيير تطوير كرة القدم بشكل كبير حين قال قبل بداية مباراة في كرة القدم، إما النصر والفوز بلقب كأس العالم أو القتل في ميدان عام، في واقعة تعود تفاصيلها لاستضافة إيطاليا لنسخة كأس العالم عام 1934 بقيادة زعيمها آنذاك “موسوليني ” قائد الحركة الفاشية الإيطالية.

Screenshot

لا تختلف واقعة موسوليني سنة 1934 عن منافسات سنة 1938 التي أقيمت في فرنسا بتواجد خمسة عشر فريقا معظم تلك الفرق تم إشراكها في البطولة لغرض سياسي بحث، فقد استضافت فرنسا البطولة للترويج السياحي للبلد والاستفادة من البطولة بشكل كبير فيما أرسل “هتلر” فريقا يفرض شعار النازية دخل الملعب وتم حينها تطهير الفرق الألمانية من ما يقارب 300 لاعب يهودي أحرقوا في محرقة أوزفيتش في واقعة ظلت أوراق التاريخ تحتفظ بتفاصيلها.

حرب الكرة

عاش العالم سنة 1969 حربا بين السلفادور وهندوراس استغرقت 4 أيام وراح ضحيتها آلاف من الناس، عقب مباراة جرت أطوارها على أرضية ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي، وكانت المباراة الثالثة بين الفريقين في غضون أسابيع بهدف التأهل لكأس العالم عام 1970 في المكسيك.

فازت هندوراس في المباراة الأولى في تيغوسيغالبا بهدف دون رد، ولكن في المباراة الثانية بسان سالفادور فازت السلفادور بثلاثة أهداف دون رد، وفي المباراة الثالثة فازت السلفادور في بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتعانق اللاعبون وتصافحوا وغادروا الملعب وبعد ثلاثة أسابيع اندلعت الحرب بين البلدين وظل تأثيرها قائما إلى اليوم بسبب العبارات التي كانت تهتف بها الجماهير في الملعب والمرتبطة بقضايا الهجرة.

“كارثة هيسيل” ببلجيكا عاش العالم سنة 1985 حدثا مأساويا بملاعب كرة القدم وتحديدا على أرضية ملعب “هيسل” بالعاصمة البلجيكية بروكسل خلال مباراة نهائي بطولة كأس الأندية الأوروبية بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي قبل ساعة من بداية المباراة النهائية.

جاء في تفاصيل الحادث الأليم أن مجموعة كبيرة من “الهوليغانز” وهم مشجعو ليفربول قاموا بكسر سياج يفصل بينهم وبين جماهير يوفنتوس فحصل تدافع كبير أدى إلى انهياره، ومقتل 39 شخصا وإصابة عدد كبير من المشجعين.

البوابة رقم 12 إلى غاية اليوم ما تزال مواجهات الغريمين الأزليين في الكرة الارجنتينية بوكا جونيورز وريفر بلايت تحبس الأنفاس بسبب ما حدث خلال مباراة جمعتهما سنة 1968 حيث تجمهر عدد كبير من مشجعي الفريقين عند إحدى بوابات ملعب المونيمونتال في العاصمة بوينس آيرس، ولم يخل الأمر من صراعات كالعادة إذ دارت بينهم بعض المشادات.

تطورت المشادات اعتداءات متبادلة وعوض أن يتدخل رجال الأمن لفض الاشتباك، قاموا بإغلاق البوابة رقم 12 وحبس مشجعي الفريقين داخل منطقة ضيقة، لتتدافع الجماهير الهائجة نحو البوابة المغلقة، مسببة الكارثة الأسوأ في تاريخ الكرة الأرجنتينية والتي أسفرت عن مصرع 71 شخصا وإصابة حوالي 150 آخرين.

استدعاء سفراء الدول تسبب اللقاء الفاصل الذي جمع المنتخب المصري بنظيره الجزائري على أرضية ملعب المريخ في أم درمان ضمن تصفيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، في إحداث أزمة ديبلوماسية إثر تداول تعرض الجماهير المصرية للعنف بعد نهاية المباراة.

وقررت مصر شهر نونبر 2009 استدعاء سفيرها في الجزائر عبد القادر حجار للتشاور، احتجاجا على الاعتداءات التي تعرض لها المصريون من مشجعين جزائريين في الخرطوم عقب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين وانتهت بفوز الجزائر.

من جانبها دعت مصر الجزائر إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين المصريين الموجودين على أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية بالجزائر، فيما استدعت السلطات السودانية السفير المصري للتعبير عن غضبها من نشر وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة حول الاشتباكات التي حصلت بعد المباراة. مجزرة بور سعيد شهد ملعب بور سعيد سنة 2012 واحدة من المآسي التي ارتبطت بكرة القدم في واقعة راح ضحيتها 72 قتيلاً ومئات المصابين بحسب ما أعلنته السلطات المصرية، لتعد بذلك أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، في حادث عرف نزول الجماهير إلى أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء.

ووقع الحادث بعد اقتحام عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب جماهير فريق “النادي المصري” الفائز بـ3 أهداف مقابل هدف وبعد إعلان انتهاء المباراة قاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة “بلد البالة مجبتش رجالة” والتي اعتبرها مشجعو “النادي المصري” إهانة لمدينتهم.

لم يخل الحادث من تأويل سياسي، واتهم جهاز المخابرات الحربية المصرية، الذي كان يرأسه عبد الفتاح السيسي، قبل الانقلاب العسكري 2013، في ارتكاب مجزرة ملعب بورسعيد، وهو ما أمر كشفته وثائق مسربة وتداولتها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

Screenshot

الائتلاف الوزاري للمملكة وزارة الشباب والرياضة

الدكتور سعيد ولد عربية محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى