المحظوظ إلى اين،، قتيبة حسين علي
في زحام الحياة وتدفق الزمن، يبرز المحظوظون كنجوم لامعة في سماء الفرص.
في زحام الحياة وتدفق الزمن، يبرز المحظوظون كنجوم لامعة في سماء الفرص. هم أولئك الذين تتاح لهم مساحات واسعة للحلم والعمل، فيجدون أمامهم أبوابًا مفتوحة وطرقات عريضة. ولعل هذه الفرص، رغم ندرتها، تمثل أكثر من مجرد نظرة ثاقبة في اللحظة الراهنة؛ فهي تستلزم شجاعة وقوة للصمود أمام تحديات الزمن.
إن المحظوظين ليسوا فقط من يمتلكون الحظ أو الظروف المواتية، بل هم أولئك الذين يدركون قيمة كل فرصة ويستغلونها بحكمة. فالفرص الطويلة الأجل تحتاج إلى رؤية واضحة، وتصميم لا يتزعزع، وقدرة على التكيف مع تقلبات الحياة. إنهم يزرعون بذور أحلامهم اليوم، ويعملون بجد لجني الثمار في المستقبل.
لكن هل يعني ذلك أن غير المحظوظين محكوم عليهم بالفشل؟ بالطبع لا. فالحياة تُظهر لنا أن الشغف والعزيمة يمكن أن يتجاوزا حظ أي فرد. هناك من يقطعون المسافات الشاقة، يحاربون الظروف، ويخلقون فرصهم بأنفسهم. الذين يكتبون قصص نجاحهم الخاصة رغم زحمة العقبات.
يُظهر التاريخ أن العديد من الشخصيات العظيمة لم تكن محظوظة بالفرص، بل صنعوا مستقبلهم بأيديهم، فأبدعوا في مجالاتهم واجتازوا الحدود التي وضعها الآخرون. وهذا يدعونا للتفكير في من نحن وفي كيف نواجه اللحظات الفارقة في حياتنا.
في النهاية، تبقى المحظوظية مفهومًا نسبيًا؛ فبعض الفرص تُظهر بوضوح، بينما تظل أخرى مختبئة خلف الستار. ومع ذلك، تبقى الإرادة القوية والإيمان بالنفس هما مفتاحان نحو تحقيق النجاحات، حتى في غياب الحظ. فلنعمل على أن نصبح المحظوظين في حياتنا، باختيار الفرص، وبناء المستقبل الذي نريد.
الهيئة العامة للثقافة والفنون والآثار،،، أ. قتيبة حسين علي