“الصديق الحقيقي هو من يعرف كل شيء عنك وما زال يحبك”
الصداقة الصادقة هي كنز لا يقدر بثمن، وعلاقة تتخطى حدود الزمن والمكان. إن الأصدقاء الحقيقيين هم من يقفون إلى جانبنا في الأوقات الصعبة قبل الأوقات السعيدة، يقدمون الدعم والمشورة دون انتظار مقابل، ويكونون مرآة تعكس أفضل ما فينا. هؤلاء الأصدقاء هم الذين يجعلون الحياة أكثر إشراقًا ويمنحوننا القوة للاستمرار عندما تشتد الصعاب.
إذا كنت محظوظا بوجود صديق حقيقي في حياتك، فعليك أن تحافظ على هذه العلاقة بكل ما أوتيت من قوة. شاركه أفراحك وأحزانك، وقف إلى جانبه كما يقف هو إلى جانبك. فالصداقة الصادقة هي علاقة تبادلية تقوم على الحب والاحترام المتبادل، وعندما تُبنى بهذه القيم، فإنها تصبح علاقة لا تنكسر أبدا، مهما كانت التحديات.
الصداقة هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن نحظى بها في حياتنا، وتجربة فقد صديق عزيز هو أمر يترك أثراً عميقاً في نفوسنا. اليوم، أتذكر صديقي العزيز حسين شهيد أبو علي “رحمه الله”، الذي كنت أعتبره أكثر من مجرد صديق، بل كان بمثابة الأخ الذي لم تلده أمي. كنت أتصفح صفحتي على فيسبوك عندما قرأت خبر وفاته من منشور لأحد أصدقائنا المشتركين. كان الخبر صدمة كبيرة لي، خاصة وأن حسين “رحمه الله” كان دائماً مثالا للإخلاص والطيبة، خدمنا معا في الجيش، وهي فترة جعلت من صداقتنا قوية ومتينة. كان حسين “رحمه الله” يتمتع بروح مرحة ويحب مساعدة الآخرين، ولم يكن يدع أي فرصة تمر دون أن يرسم الابتسامة على وجوه من حوله. كان دائماً يقف بجانبي في الأوقات الصعبة، ولم يكن يتردد أبداً في تقديم الدعم والمساندة. ذكرياتي معه مليئة باللحظات الجميلة التي يصعب نسيانها، وقد تأثرت كثيراً بخبر وفاته اليوم.
اتصلت بالعديد من أصدقائنا المشتركين لإخبارهم بالنبأ الحزين، وكان الجميع متأثرين بفقدان هذا الشخص الرائع. لم أتمكن من حبس دموعي عندما تذكرت كل اللحظات التي قضيناها معاً. لقد كان حسين صديقاً طيباً ومخلصاً، وسيظل في قلبي إلى الأبد. أدعو الله أن يرحمه ويغفر له، وأن يسكنه فسيح جناته. الله يرحمك يا أبا علي، كنت وستظل الصديق الوفي في ذاكرتي.
ثامر حميد النعيمي