اجتماعيات3
أسباب الإضطرابات النفسية عند كبار السن (الوالدين الأجداد …)
قال سبحانه وتعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا….)
قبل فوات الأوان والتحسر على لحظات لن تعاد و نسيان،اننا كنا بحاجة إليهم قبل ان يكونوا بحاجة إلينا ….
فعلاقتنا بمن هم أكبرنا سنا وتجربة، من كان الزمن محك لهم ، من أعطوا الكثير لسعادتنا لكي يشتد عودنا و نستطيع مجابهة عثرات الحياة …
قال فيهما المولى عز وجل ( واخقض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ….) وحتى لا يصاب من حملونا على الأكثاف وضمونا بالأحضان وخففوا عنا الأهوال في كل الأحوال بأعراض مساوئ الشيخوخة ،من اضطرابات نفسية والإحساس بالضعف او بالدونية بعد مسيرة عمرية ….
يجب أخد الإعتبار لأمور نحسبها مارة او اعادية وفي عمقها تؤثر على نفسيتهم دون البوح بها حتى وإن كان الأثر بالغا..سواء في حديثهم او في صمتهم او في حيرتهم وفي دوران أفكار بمخيلتهم دون توقف أو تفسير يريح بالهم ..
أولا عدم التعامل بالصراحة المفرطة التي قد تؤديهم ،حينما يسألونك عن أحوالك الدنيوية ، كالعمل و يكون جوابك (نعيش ضغوطات ومشاكل …وهم يخزنون …حين يسألونك عن حال الأولاد ويكون الرد (هذا مريض ذاك عنده مشاكل بالمدرسة ….وانت لا تنتبه كم يحترق قلبهما ولا حيلة لهما سوى التفكير الذي يعذبهما أكثر مما يمكن ان تتخيل ….حين يسالونك عن الظروفة المعيشية ولا تستشعر نعمك ويكون ردك بجحود …نعيش أزمة مادية لا نجد بما نكمل به الشهر، لدينا مصاريف أكثر من الدخل ولا تقول الحمد الله ..أنت لا تحس بما تشعر والدتك وما الحوار الداخلي الذي تعيش معه وهي تتالم وليس لها القدرة على إعانتك هذا إن كان ما تقول هو الواقع وليس شكوى حتى لا يطلبا خدمة منك…هنا ينتابهما القلق ويزداد عندهما الإحساس بالعجز و أحيانا. تأنيب الضمير ….
قد تنسى أنك كنت مشروع استتمار لديهم وعمرك كانت به مشاريع لم تدركها لأنك أقل خبرة و تجربة ، ومنها دراستك ، عملك ،مبادئك ،قيمك التي سعوا بكل طاقتهم لتكون على أتم حال. قال الله تعالى في حقهما (و اعبدوا الله ولا تشركوا به به شيئا وبالوالدين إحسانا …) و الإحسان يعد من أولويات العلاقة بين الأبناء والآباء ،عندما يصلوا حدة آثار الشيخوخة المهزوزة من ضغوطات نفسية بسبب التعامل الغير الرشيد ونكران الجميل ….والتعامل للاعقلاني او الاإرادي …
ومن أخطر ما يمكن أن تتعرض له نفسية كبار السن إحساسهم أنهم لم يعد لهم وقت عندنا لكثرة انشغالنا عنهم ،أو لحضورنا معهم ونحن غائبون مع الهاتف ،مع التفاهة ،مع أبنائنا. دون إشراكهم كأن دورهم انتهى ..وأصابهم العجز ، او لم يعد لرأيهم قيمة ، او حين نسمعهم و اذهاننا ليست مع ما يقولون ،حين يصبح الإنتباه منقوصا، وهم ينتظرون جلوسنا معهم لحظات بعد طول غياب، فلا نستطيع التركيز فيما يقولون أو ما يطلبون للاسف ..مع أنها قد تكون دقائق قليلة و بترك بصمة وفرحة ومشاركة ،على ان تكون ساعات بحضور في غياب …
هناك كذلك الإجابات المقتضبة على أسئلتهم العادية حيث يكون الجواب. نعم أو لا دون أن تبدل مجهودا لأخد رأيهم او التشاور معهم في أمور اولادك حتى لو لم تعمل برايهم ..المهم ان تشعرهم أن مكانتهم لاتزال وأنك. صغير في مشاعرهم اتجاهك كبير في اعينهم. باهتمامك بهم لأنهم دائما يتلهفون سماعك وسماع أخبارك السارة ، دون تشويش أفكارهم ،أو ترك أثر سلبي بعد زيارتك لهم …. قال عز من قائل ( و بالوالدين إحسانا ..)
الإبتسامة ،الرحمة. الود، استشعار وجودهم وإشعارهم ان الحياة دونهم لا تساوي شيئا . و تذكر أنك يوما ستصل مرحلة الشيخوخة وستحتاج للإستماع و الإستمتاع و إسماع من معك ما يجول بداخلك ….
والحياة لا تحلوا إلا باستشعار الآخر وتقديره
للايمان الشباني