مقالات منوعة

ثقافة الاعتذار.

قمة الأدب واللطف هي الاعتذار

..قمة الأدب واللطف هي الاعتذار…
ثقافة الأعتذار أسمى آيات المشاعر الانسانية..ورقة التعامل مع البشر تتجلى في الاعتذار واللطف..
فأستحضرتُ موقف من كتاب الموتى الفرعوني وهو إنجيل المصريين القدماء…وهو كتاب يتألف من ٤٢ إعتراف واسمها
إعترافات الانكار…وهي إنكارات ينكر بها المتوفي أمام محكمة الحقيقة بألأشياء التي لم يفعلها: لم أسرق..لم أزني..
لم أنظر الى زوجة جاري..لم أعذب نباتاً بأنني نسيت أن أسقيه..لم أكن سببا في شقاء حيوان..لم أكن سببا في دموع إنسان…والانكار الذي نحن بصدده اليوم هو الانكار الثالث والثلاثون :” لم أرفع صوتي على أحدهم أثناء الحوار إلا واعتذرت…لم أظلم فقيراً بأنني سلبته حقه”….
ففي كل حضارة ومدينة وقرية توجد شعلة ينيرها معلم
ويطفئها حاكم ظالم..في كل قرية يدعون الناس الى الجنّة
ولا يدعون فقير الى مائدة..ويدعمون الفاشل لكي ينجح
ويحاربون الفقير لكي يفشل..فاللّص العادي هو الذي يسرق منك أموالك ومدخراتك..واللص الحاكم هو الذي يسرق مستقبل واحلام الاجيال وضمير الانتماء الى الوطن..
والمفارقة أن اللص العادي هو الذي يختارنا وأما الحاكم الظالم
نحن من نختاره..وعندما تنتهي الحروب والازمات يتصافح الحكام الظالمون وتبقى العجوز تنتظر ولدها الشهيد والاطفال
ينتظرون والدهم البطل..لا أعلم من باع وطن الفينيق ولكني أعرف من دفع الثمن..وأعرف إن تركت أخاً لك تأكله الذئاب فيوماً ما ستجوع الذئاب وتأكلك..وإن إستطعت أن تقنع الذبابة بأن الزهور أفضل من القمامة تستطيع أن تقنع الخونة أن الوطن أغلى من المال..
لقد حولونا الى شعب يّده لهم ومن يعّض اليد التي لا يستطيع كسرها يوما ما سيلعّقُ الحذاء الذي ركله..
فالعنصر الاساسي في التحكم بالشعوب هو عنصر الإلهاء..
الإلهاء يتمثل في تحويل الرأي العام عن المشاكل الهامة والمتغيرات..وبهذا يسيطر الحكام الفاسدين على الشعوب..
الإلهاء وخلق عدو وهمي وإقناعهم بأنهم الوحيدين اللذين سيجعلون السماء تمطر..ويأتي دور الاعلام ليقنعهم أنها تمطر ذهباً..
قال الامام المغيب:” لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد بل إبحثوا عنها في رفع مظلمة”
ولكن الحشرات لا تهاجم إلا المصابيح المضيئة…فمن الصعب التعايش مع من يرى أنه دائماً على صواب…لا يقبل النقد السلبي ولا الايجابي ولا تشخيص المرض ولا طرق العلاج..
فالحاكم الذي يرمي شعبه الى التهلكة هو حاكم غير محب لشعبه…
والحاكم الظالم مستعد أن يفقد شعبه ولا يفقد كرسيه..
وأما ال reformer المصلح مستعد أن يفقد حياته من أجل شعبه…
القاء الضوء على الظلم الذي يعاني منه شعبك واخوتك في الوطن الواحد.
ويجب أن يعرفوا أننا كلنا في مركب واحد …فإن خرق أحدنا هذا المركب سنغرق جميعاً…
” فهم الاثنين رؤوس سيطر عليهم الكابوس
ولو كان في الارض آلهتان لفسدوا
وقتل الناس وقلَّ العددوا…
وإذا تقاربت الرؤوس تناطحت
وعلى الارض تباطحت..
وراسي منهم طنبر
اين الشاي يا عنبر”

الاستاذ محمد الرفاعي،،، ائتلاف وزارات مملكة أطلانتس الجديدة ارض الحكمة،،، وزارة حقوق الإنسان والمساواة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى