العلاقات الثنائية الأُردنية الكازاخستانية مُتألقة دوماً

*إعداد: م. يلينا نيدوغينا وَ الأكاديمي مروان سوداح.
في العلاقات الأُردنية الكازاخستانية نقرأ في الأخبار المختلفة في شتى وسائل الإعلام، أنها متألقة، إذ بلغت الأعالي، وها هي تواصل التقدم إلى الأمام يوماً بعد يوم، إذ إنها ما تزال وسوف تبقى تزرع بذور الصداقة العَامرة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، ذلك أن قيادتي شعبي الدولتين، والدولتين ورئيسيهما يواصلون العمل الجاد – اللافت في مسار تواصل إجتراح المَزيد من تألق الروابط والتعاون المتعدد الجوانب بين البلدين، وتعميق الأساسات الصَلدة بينهما، وكذلك يستمر عميق تفاهمهما اللافت في مختلف القضايا القارية منها والدولية، بل والآسيوية أيضاً، ولعَمري، فهذا هو مِثالُ يُحتَذَى لدول وشعوب العَالم أجمع.
لقد ثبتت العلاقات الأردنية – الكازاخستانية عَبر عُصور وَعَشريَات سَابقة، وها هي إذ ترتكز إليها وعليها قد غدت صَلبة، فتعمَّقت الصِلات في شتى الجوانب بين البلدين والشعبين، لتنتقل من الثقة المُتبادلة إلى الشراكة الإستراتيجية – العميقة والثابتة.
منذ بداية العام الجاري 2025م، توسَّعت وتألقت وتحوَلت عَمَلانيَات العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان والأردن؛ التي أُرست أسسها في عام 1993، إلى قاعدة متينة للتعاون الأخوي، تسودها روح التفاهم الكامل والاحترام والمحبة المتبادلة بين الشعبين.
نقرأ في العلاقات بين البلدين أنها أكثر من مجرد اتصالات دبلوماسية رسمية، فهي جسر طويل ومتين للتعاون، يربط بين قلب آسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط. وتَجمَع هذه العلاقات مجموعة واسعة من الميادين وكوكبة كبيرة من الأنصار، إبتدءً من التعاون السياسي وَ وصولًا إلى التبادلات الثقافية، ومن الاقتصاد إلى العمل الأخوي المُشترك في المنصات الدولية.
وفي هذا الصدد، نرى ضرورات تعميق متواصل للدبلوماسية الشعبية بالذات بين شعبينا الشقيقين، فهذه إنَّمَا تساهم في الارتقاء المتواصل للحوار السياسي والتفاعل النشط على أعلى المستويات، إلى جانب الزيارات الرسمية المُنتظَمة، والمشاورات البناءة بين الجانبين صوب تعزيز العلاقات الثنائية المتعددة الجوانب. كما تشكِّل الدعم المتبادل على الساحة الدولية، وهو أمر في غاية الأهمية والضرورة، أضافةً إلى لزوم مشاركة الدولتين في المنتديات القارية والدولية المهمة، وأهمية مناقشة التحديات العالمية الراهنة، إذ إنها أساساً متينًا للشراكة الاستراتيجية الثابتة التي توسِّع فضاءات التفاهم المتبادل، وفتح كوى جديدة فيها.
في الفضاء الحكومي للدولتين، في أيلول 2024، نقرأ أنه كان عُقد في العاصمة الاردنية عمّان “الاجتماع الخامس للجنة الحكومية المشتركة الكازاخستانية – الأردنية للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني”. وفي الأخبار حول ذلك، نقرأ بإهتمام أن المُنتدى التجاري والاستثماري الكازاخستاني – الأردني جَمَعَ مُمَثِلين عن القطاعين العام والخاص في كلا البلدين. وقد نوقشت آفاق التعاون الاقتصادي في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة، والصناعات الغذائية، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المُستدامة، والصناعات الخفيفة، والنقل والخدمات اللوجستية. وقدَّمَت كازاخستان فرصها الاستثمارية، في حين أعرب الأردن عن اهتمامه بتوسيع الشراكة المتعددة. كما كان مِن بين النقاط البارزة في المفاوضات اقتراح إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين لتسهيل التجارة والاستثمار.
في الأخبار الخاصة بعلاقات الدولتين الاردن وكازاخستان، نُطَالع، أنه وبالرغم من البُعد الجغرافي الكبير، تسعى كازاخستان والأردن إلى تطوير تعاون اقتصادي متبادل المنفعة. وتتجلى نقاط التقاء الاقتصادين في مجالات على مِثال الزراعة، والطاقة، والسياحة، والاستثمارات. كما ترى الدولتان إمكانيات كبيرة لتعزيز التبادل التجاري الثنائي، واستكشاف أسواق جديدة، وتنفيذ مشاريع طموحة بشكل مشترك.
في الأخبار نقرأ، أنه وإلى جانب التعاون الاقتصادي والثقافي، تُظِهر الدولتان تضامنًا في المجال الإنساني. ففي كانون الثاني 2025، أرسلت المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFS)، التي تُعد كازاخستان عضوًا فيها، أول قافلة إنسانية إلى قطاع غزة الذي يتعرض شعبه للإبادة الجماعية على مرأى ومَسمَع العالم أجمع. ومن خلال هذه المبادرة، أكدت كازاخستان الشقيقة التزامها بدعم المَهَام الإنسانية والتعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي. وقد سلَطت هذه الخطوة الضوء على الجهود المشتركة للدول الأعضاء في المنظمة، بِمَا في ذلك الأردن، في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني المتضرر من الأزمة.
تقول وتنشر المراجع وَ وسائل الإعلام المختلفة، أن التعاون الثقافي بين كازاخستان والأردن يتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، حيث يتوسَّع نطاق التفاعل في هذا المجال من خلال المبادرات التعليمية والثقافية، على مِثال برامج التبادل، والمهرجانات، والمشاريع المشتركة، مِمَا يُسهِم في تقارب شعبي البلدين في شتى الفضاءات.
نقرأ في المراجع عن علاقات الأردن وكازاخستان أن تعاونهما داخل المنظمات الدولية يشهد تطورًا مُستمرًا، حيث تتشارك كازاخستان والأردن بنشاط في أعمال المنظمات الدولية الرائدة، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي. ويركِّز تنسيقهما على تعزيز السلام، ومعالجة القضايا العالمية، وطرح مبادرات مشتركة تهدف إلى التنمية والأمن للبشرية.
وفي الزمن الراهن، يرى كثيرون من المتخصصين الدوليين والإقليميين، أنه لا يزال هناك إمكانات كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي بين كازاخستان والأردن. فالموقع الجغرافي لكلا البلدين يجعلهما نقطتي عبور وتجارة مهمتين، مِمَا يفتح آفاقًا واسعة للتعاون اللوجستي والاقتصادي. كما أن الروابط الثقافية والدينية، المُستندة إلى الجذور التاريخية المشتركة، والقُرب الروحي، تُعَزِّزُ مُستوى التفاهم المتبادل. ويُسهم الاستقرار السياسي في كازاخستان والأردن، الذي يُضرب المَثَلُ به، في توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الواسعة، وتطوير الأعمال بمختلف جوانبها، مِمَّا يُعزِز مكانة البلدين كشريكين موثوقين على الساحة الدولية.
في عدد من وسائل الإعلام الأردنية نقرأ، إنه وعلى الرغم من التطور الديناميكي للعلاقات، تواجه الدولتان تحديات ناجمة عن العمليات الاقتصادية العالمية والوضع السياسي غير المستقر في عدة مناطق وقارات، إلا أن الجهود المشتركة يمكن أن تُحوُّلُ هذه التحديات إلى فرصٍ واعدة لتعزيز التعاون وصياغة استراتيجيات جديدة للشراكة.
وليس خِتاماً، تُعَدُ العلاقات الكازاخستانية – الأردنية مِثالًا واضحاً يُحتذى للعَالم وشعوبه من مختلف القوميات وشَتَى النِحَلِ وَالمِلَلِ، لاسِيَّما على كيفية التمكين المتلاحق بين الدولتين في سبيل تعزيز، وتوفير، وتدعيم، وترسيخ، وتنمية، وتوطيد الشَرَاكَة بين دولتين وبلدين يقعان في مناطق مختلفة في العالم، لتزدهر التعاونات المتعددة الأوجه على أساس الثقة والاحترام المتبادل، والسعي المُشترك نحو التقدم الثابت، وهو مايؤكد التقارب الاقتصادي والسياسي، وتوسيع التبادل الثقافي، والمبادرات المشتركة على الساحة الدولية، على متانة العلاقات الثنائية وإمكاناتها المستقبلية. وفي المستقبل، تنتظر البلدين فرصٌ جديدةٌ، وهما مستعدان منذ الآن لاستكشافها مَعَاً، وتعزيز وتصليب أُسس شراكتهما وتآخيهما.
*يلينا نيدوغينا: كاتبة ومهندسة كيمياء صناعية أُردنية – روسية، ودليل سياحي متخصص وناطق باللغة الروسية، ومُرَخَّص رسمِياً من وزارة السياحة والآثار الأُردنية.
**الأكاديمي مروان سوداح: صحفي وكاتب أُردني وروسي المواطنية، وعضو قديم في نقابة الصحفيين الاردنيين وفي غيرها من الهيئات الصحفية الخارجية، ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العَرب أصدقاء وحُلفاء جمهورية الصين الشعبية”، وحَائز على شهادات علمية عُليا في دولٍ صَدِيقَة.
*يتبع.