فنونمقالات منوعة

“حوريات” لكمال داود تفوز بجائزة “غونكور” المرموقة

الكاتب الجزائري كمال داود# جائزة "غونكور"# ارقى جائزة أدبيبة#فرنسا

فاز الكاتب الجزائري كمال داود بجائزة “غونكور”، وهي أرقى جائزة أدبية في فرنسا، عن روايته “حوريات”، حسبما أعلنت الأكاديمية في 4 نوفمبر 2024.

وتعرف جائزة “غونكور” الأدبية بأنها واحدة من أرقى وأشهر الجوائز الأدبية في فرنسا. تأسست الجائزة في عام 1903، وتحمل اسم مؤسسها الكاتب الفرنسي إدموند دو غونكور وشقيقه جون دو غونكور. وتُمنح الجائزة سنويا لأفضل رواية فرنسية يتم نشرها في العام نفسه.

وتم الإعلان عن فوز داود في حفل أقيم في مطعم “دروان” في باريس، الذي يعد من أبرز أماكن تكريم الفائزين بهذه الجائزة.

ونافس داود في الجائزة عدد من الكتاب البارزين، مثل الكاتبة ساندارين كوليت، وغيل فاي، وهيلين غودي.

وفي رسالة شكر له عبر منصة “إكس”، عبّر داود عن امتنانه لوالده المتوفى ووالدته التي تعاني من فقدان الذاكرة. وأهدى الجائزة لهما مع صورة تجمعهما.

ويُعد كمال داود، الكاتب والصحفي الجزائري المولد، من الشخصيات المؤثرة في الشأن العام في فرنسا. وهذه هي المرة الثانية التي يُرشح فيها داود لجائزة “غونكور” بعد روايته الأولى “مورسو، تحقيق مضاد” التي فازت بجائزة “غونكور” لأفضل رواية أولى.

ووُلد داود في مدينة مستغانم الجزائرية عام 1970، وانتقل إلى فرنسا في 2023 بعد حصوله على الجنسية الفرنسية.

وتُعد رواية “حوريات” خطوة تاريخية في مسيرة داود الأدبية، حيث أصبح أول كاتب جزائري يفوز بجائزة غونكور. ومع ذلك، تم حظر الرواية في الجزائر، لأنها تعد خرقا للمادة الخاصة بـ “ميثاق السلم والمصالحة الوطنية”، حيث تركز الرواية على فترة حساسة من تاريخ الجزائر والتي شهدت أحداث عنف في ما يعرف بـ”العشرية السوداء”، التي دارت بين عامي 1992 و20

تنقسم الرواية إلى جزئين: من الظلام إلى النور، ومن الصمت إلى المواجهة. تروي الرواية من خلال شخصية “فجر”، وهي امرأة في السادسة والعشرين من عمرها، تحمل ندبة على شكل ابتسامة حول عنقها، وتخاطب الطفل الذي تحمله في بطنها، حيث تقول إنها لن تلده في هذا البلد الذي أخذ منها كل شيء. وفي الجزء الثاني، يظهر سائق مكتبة يأخذ “فجر” في سيارته عندما كانت تريد مغادرة وهران سيرا على الأقدام.

والسائق، الذي يبدو أن لديه معرفة واسعة عن الصراع الدموي في ذلك العقد، يأخذ “فجر” في رحلة تأملية عبر الذاكرة، يقتادها إلى قرية شهدت مذبحة.

وتعالج الرواية بعمق آثار الحرب على الأفراد والمجتمع، حيث تحمل الشخصيات ندوبا ظاهرة وغير ظاهرة، سواء كانت جسدية أو نفسية. كما تسلط الرواية الضوء على الصراع الداخلي للأفراد في مواجهة الذكريات المؤلمة، وكيفية التعامل مع الماضي المظلم. وفي الوقت نفسه، تسعى الرواية إلى تحرير الصوت المدفون داخل الشخصيات، وتعكس محاولات استعادة الذاكرة المفقودة.

المصدر: لو موند

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى