أغمضت عيني وجدت نفسي أجلس في مكان به كثير من الطاولات لم أجلس علي طاولةً منفردةً بل أخذت طاولةً بها ثلاثة كراسي . جلست على كرسي وجَلَست روحي الماضية بجواري وجلس المستقبل على الكرسي الآخر متخفياً لا أري منه شيئاً لكن يُعطيني دائماً وعوداً زائفة أنه سيكون أجمل . نظرت إلي الكرسي اليمين ثانية رأيت شخص آخر غير الشخص الحالي ، روحه طليقة ،أحلامه لا حدود لها ، عزيمته فولاذية لم يشتكي أبداً من طول الطريق أو بُعد المسافة حتى لو كان ذلك صعب المنال ،كان يقول دائماً سَأُجَرِب وأتعلم ،نظر لي هذا الشخص القديم وقال لي: أأنت المستقبل الذي كُنت تتمنى أن تراه هل رأيته ؟ لم أتجرأ أن أضع عيني في عينه وقُلت له نعم رأيته ولكن اعتذر لك أيها الماضي ، لقد كنت قلقاً في كثير من الأحيان ألا أصل إلى ما أنا فيه وأحياناً كنت أنسى أن أعيش مرحلتك تفكيراً في المرحلة التي أعيشها الآن ، قال لي أتفهم ذلك جيداً ،فهذا حال كل البشر يفكرون في المستقبل وينسون أن يعيشون الحاضر ! في هذه اللحظة فتحت عيني وجدت مرآة بجواري ،نظرت إلي نفسي لم أجد فعلاً الشخص القديم ولكن وجدت شخصاً يشبهه، فَقَدَ كثيراً من سمات الماضي يفكر لا إرادياً أكثر مما يأكل ويشرب وينسى أن يعيش الحاضر كالعادة !
محمد الشريف